كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

670 - ليس ينفكّ ذا غنى واعتزاز ... كلّ ذي علّة مقلّ قنوع (¬1)
والمنفي بغير كقول الشاعر:
671 - غير منفكّ أسير هوى ... كلّ وان ليس يعتبر (¬2)
وكقول الآخر:
672 - إن امرءا غير منفكّ معين حجا ... على هوى فاتح للمجد أبوابا (¬3)
والمنفي بقلّ نحو قلما يزال عبد الله يذكرك لأن قلما يزال بمعنى ما يزال.
وقال الشاعر:
673 - قلّما يبرح اللّبيب إلى ما ... يورث المجد داعيا أو مجيبا (¬4)
-
¬__________
(¬1) البيت من بحر الخفيف لم تذكر مراجعه قائله. ومعناه: أن كل صاحب عفة وإقلال وقناعة سيعيش عزيز النفس كريما غنيّا.
الإعراب: ليس: فعل ماض دال على النفي وهو هنا مهمل حملا على ما النافية ويحتمل أن يكون عاملا واسمه ضمير الشأن أو اسمه كل مؤخر وخبره فيهما جملة ينفك.
ينفكّ: من أخوات كان. ذا غنى: ذا خبر ينفك مقدم على اسمها منصوب بالألف وغنى مضاف إليه.
كل: اسم ينفك مرفوع ويحتمل أن يكون اسم ليس. مقلّ قنوع: أحسن الآراء فيهما بعد اجتهاد أن يرفعا على الوصفية لكل.
والشاهد في البيت قوله: «ليس ينفكّ»؛ حيث عملت ينفك عمل كان لاعتمادها على النفي وأداة النفي هنا ليس وهي فعل.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 334) وفي التذييل والتكميل (4/ 119) وفي معجم الشواهد (ص 234).
(¬2) البيت من مجزوء المديد وقائله مجهول ومعناه: كل أسير لهواه لا يفكر بعقله سيظل بطيئا متأخرا.
والشاهد في البيت قوله: «غير منفك أسير هوى كل وان»؛ حيث أعمل اسم الفاعل من انفك عمل كان وقد سبقه نفي بالاسم وهو غير.
وانظر البيت في التذييل والتكميل (4/ 119). وفي معجم الشواهد (ص 160).
(¬3) البيت من بحر البسيط قائله غير معروف.
ومعناه: كل امرئ لا يتبع هواه أبدا وإنما يفكر بعقله فإنه يفكر صحيحا ويفعل سليما ولا بد أنه سيصل في يوم ما إلى المجد. والشاهد فيه كالبيت السابق.
والبيت ليس في شرح التسهيل لابن مالك، ولا في معجم الشواهد ولا في التذييل والتكميل.
(¬4) البيت من بحر الخفيف لم تذكر مراجعه قائله ولا عثرت عليه.
ومعناه: أن العاقل الحكيم دائما يبحث عن المجد ويحققه لنفسه أو يدعو الناس إليه.
والشاهد فيه قوله: «قلّما يبرح اللّبيب»؛ حيث أعمل يبرح عمل كان وقد تقدم عليه فعل دالّ على النفي وهو قلما. وإنما كان فيه معنى النفي؛ لأن قلما خلع منه معنى التقليل وصير بمعنى ما النافية. -

الصفحة 1071