كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأشرت بقولي: أو مطلق النّفي إلى وقوعها مع نهي أو دعاء:
فالنهي كقول الشاعر:
681 - صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو ... ت فنسيانه ضلال مبين (¬1)
والدعاء كقول الآخر:
682 - ألا يا اسلمي يا دارميّ على البلا ... ولا زال منهلّا بجزعائك القطر (¬2)
وأنشد الفراء (¬3):
683 - لن يزالوا كذالكم ثمّ لا زل ... ت لهم خالدا خلود الجبال (¬4)
... هذا آخر كلام المصنف رحمه الله تعالى (¬5). -
¬__________
(¬1) البيت من بحر الخفيف وهو في الوعظ وصاحبه مجهول.
اللغة: شمّر: من التشمير وهو الجد والاجتهاد في الأمور. ومعنى البيت وإعرابه واضحان.
والشاهد فيه قوله: «ولا تزل»؛ حيث اقترنت تزل - وهي أخت كان - بلا الناهية والنهي أخ للنفي.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 334) وفي التذييل والتكميل (4/ 122) ومعجم الشواهد (ص 390).
(¬2) البيت من بحر الطويل مطلع قصيدة طويلة لذي الرمة في الغزل وهي في ديوانه (ص 406).
اللغة: ألا يا اسلمي: دعاء للدار وأصله يا هذه اسلمي. ميّ: اسم معشوقته. البلى: مصدر بلي الثوب ونحوه. منهلّا: منسكبا منصبّا. بجزعائك: الجرعاء رملة مستوية لا تنبت شيئا. القطر: المطر.
وللنحاة في هذا البيت شاهدان: أولهما: حذف المنادى قبل الدعاء، وتقديره: ألا يا هذه اسلمى، والثاني: اقتران زال بلا الدالة على الدعاء وهو المقصود هنا.
والبيت في شرح التسهيل (3/ 389)، (4/ 14) وفي التذييل والتكميل (4/ 122، 124) وفي معجم الشواهد (ص 150).
(¬3) بعد قوله: وأنشد الفراء إلى قوله: هذا آخر كلام المصنف (البيت) يوجد بياض قدر ثلاثة أسطر في نسخ المخطوطة كلها كذا في شرح التسهيل لابن مالك، وقد نقلت البيت الذي أنشده الفراء من التذييل والتكميل (4/ 122) بعد أن وجدته فيه.
(¬4) البيت من بحر الخفيف من قصيدة طويلة للأعشى يمدح بها الأسود بن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان أولها:
ما بكاء الكبير بالأطلال ... وسؤالي وما تردّ سؤالي
وقد استشهد النحاة بكثير من أبياتها وبيت الشاهد آخرها. وانظر القصيدة في ديوان الأعشى (ص 163).
والشاهد في البيت قوله: «ثم لا زلت لهم» حيث أعمل زال عمل كان مع اقترانها بلا التي للدعاء.
والبيت ساقط من شرح التسهيل لابن مالك وهو في التذييل والتكميل (4/ 122) وفي معجم الشواهد (ص 323).
(¬5) انظر شرح التسهيل (1/ 335).

الصفحة 1076