كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الثامن: أن هذه الأفعال لو كانت لمجرد الزمان لم يغن عنها اسم الفاعل [2/ 10] كما جاء في الحديث: «إنّ هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا» (¬1).
وقال سيبويه (¬2): قال الخليل: هو كائن أخيك على الاستخفاف والمعنى هو كائن أخاك». هذا نصّه.
وقال الشاعر:
690 - وما كلّ من يبدي البشاشة كائنا ... أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (¬3)
لأن اسم الفاعل لا دلالة فيه على الزمان بل هو دال على الحدث وما هو به قائم وما هو عنه صادر (¬4).
ومثل ذلك قول الآخر:
691 - قضى الله يا أسماء أن لست زائلا ... أحبّك حتّى يغمض العين مغمض (¬5)
-
¬__________
- (التذييل والتكميل: 4/ 136).
(¬1) الحديث في سنن الدارمي في كتاب فضائل القرآن (2/ 434) ونصه: «إنّ هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن لكم ذكرا وكائن لكم نورا وكائن عليكم وزرا اتّبعوا هذا القرآن» ... إلخ.
(¬2) نصه في الكتاب (1/ 66)، وفي باب ترجمته: «هذا باب من اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع في المفعول في المعنى، فإن أردت فيه من المعنى ما أردت في يفعل؛ كان نكرة منوّنا».
(¬3) البيت من بحر الطويل وهو كالبيت السابق يحمل معنى جميلا لشاعر مجهول.
ومعناه: ليس كل من يلقاك ضاحكا مبتسما أخا لك ما دمت لا تجده في وقت الشدة فالأخ المخلص من تجده من الملمات.
والشاهد فيه قوله: «كائنا أخاك» حيث استعمل اسم الفاعل من كان وأعمله عملها فدل هذا على أن كان تدل على الحدث لأن اسم الفاعل يدل على الحدث والوصف.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 340) وفي التذييل والتكميل (4/ 137) وفي معجم الشواهد (ص 94).
(¬4) في نسخة الأصل: وما هو صادر عنه.
(¬5) البيت من بحر الطويل من قصيدة في الغزل الرقيق للحسين بن مطير بن مكمل الأسدي. انظر جزءا منها في مجالس ثعلب (1/ 220) وبعد بيت الشاهد قوله:
فحبّك بلوى غير أن لا يسوءني ... وإن كان بلوى أنّني لك مبغض
وفي بيت الشاهد يقول لمعشوقته أسماء: إنها ستظل بقلبه دائما إلى أن يموت. وفي البيت ثلاثة نواسخ:
أن: واسمها ضمير الشأن وخبرها جملة لست زائلا.
لست: ليس واسمها زائلا خبرها مع صلته.
زائلا: اسم فاعل من زال يعمل عمل فعله وقد تقدمه النفي بليس واسمه الضمير المستتر العائد على -

الصفحة 1087