كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقول الآخر:
696 - وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة ... عشيّة لاقينا جذاما وحميرا (¬1)
وقول الآخر:
697 - أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الّذي أخنى على لبد (¬2)
وما في القرآن الكريم كفاية». انتهى (¬3).
وقال ابن عصفور (¬4): اختلف في وقوع الماضي بغير قد موقع أخبار هذه الأفعال إذا كانت ماضية فمنهم من منعه في جميعها إلا في ليس فإن ذلك يجوز فيها باتفاق إجراء لها مجرى ما. -
¬__________
- وبيت الشاهد والقصيدة في شرح ديوان زهير (ص 22) وفي التذييل والتكميل (4/ 152) ومعجم الشواهد (ص 361).
(¬1) البيت من بحر الطويل وهو لزفر بن الحارث بن يزيد الكلابي من قصيدة قالها يعاتب فيها قومه يوم مرج راهط وهو موضع كانت فيه موقعة بالشام ومنها هذا البيت:
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكنّهم كانوا على الموت أصبرا
اللغة: وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة: أي كنا نطمع في أمر فوجدناه على خلاف ما كنا نظن وهو من قولهم في المثل: ما كلّ بيضاء شحمة وما كلّ سوداء تمرة. جذام وحمير: من القبائل العربية.
والمعنى: كنا نحسب قومنا شجعانا سننتصر بهم يوم الحرب فإذا هم غير ذلك. والبيت شاهد على مجيء خبر كان فعلا ماضيا دون أن يقترن بقد وفيه شاهد آخر وهو دلالة حسب على رجحان اليقين (التصريح: 1/ 249).
والبيت في شرح التسهيل (1/ 344) وهو أيضا في التذييل (4/ 152) وفي معجم الشواهد (ص 139).
(¬2) البيت من بحر البسيط من قصيدة للنابغة من قصائد الاعتذار التي قالها في النعمان بن المنذر. وبيت الشاهد في وصف ديار وأطلال الأحباب وهو في ديوان النابغة (ص 20).
اللغة: أخنى عليها: أهلكها. لبد: اسم نسر كان للنعمان بن عاد ويروى أنه عاش عمرا طويلا ثم هلك يضرب به المثل في الفناء والهلاك.
والمعنى: زالت ديار الأحباب بعد أن ارتحلوا عنها وتركوها وصارت قفرا ودمنا بالية.
والشاهد فيه: مجيء خبر أمسى فعلا ماضيا قال الكوفيون: لا يجوز ذلك وأولوا الشواهد السابقة على تقدير قد.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 344) وفي التذييل والتكميل (4/ 153) وفي معجم الشواهد (ص 118).
(¬3) انظر شرح التسهيل (1/ 344) ولو قارنت بينه وبين شارحنا لوجدت شارحنا أكمل النقص وأوضح الغامض، وهذا يظهر لنا أن النسخة التي نقل منها كانت صحيحة غير النسخة اليتيمة التي في دار الكتب، والتي تنقص كثيرا وهذا مما يجعل لشرح ناظر الجيش قيمة كبيرة.
(¬4) انظر نصه في شرح الجمل (1/ 364) تحقيق فواز الشغار.

الصفحة 1096