كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومثله قول الآخر:
712 - لا يوئسنّك سؤل عيق عنك فكم ... بؤس تحوّل نعمى أنست النّقما (¬1)
ومثال ارتد: قول الله سبحانه وتعالى: أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً (¬2).
وإنما استحق ارتد أن يكون بمعنى صار لأنه مطاوع رد بمعنى صير كقوله تعالى:
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً (¬3).
ومنه قول الشاعر:
713 - فردّ شعورهن السّود بيضا ... وردّ وجوههنّ البيض سودا (¬4)
ومثال جاء وقعد: ما أشار إليه بقوله: وندر الإلحاق بصار في: ما جاءت حاجتك وقعدت كأنّها حربة.
أما ما جاءت حاجتك (¬5) فيروى برفع حاجتك على أن ما خبر جاءت قدم لأنه اسم استفهام والتقدير أية حاجة صارت حاجتك ويروى بالنصب على أن تكون خبر -
¬__________
- والتكميل (4/ 163) وفي معجم الشواهد (ص 195).
(¬1) البيت من بحر البسيط مجهول القائل.
اللغة: لا يوئسنك: أي لا تيأس ولا تجزع. سؤل: مطلب وحاجة. عيق عنك: لم يصبك. النّقما:
المصائب والبلايا.
ومعناه: لا تيأس إذا حيل بينك وبين النجاح أو أصابك بؤس فكل شيء إلى تغيير وتأتي النعم بعد النقم.
والشاهد فيه قوله: «فكم بؤس تحوّل نعمى» حيث استعمل تحول بمعنى صار في المعنى والعمل.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 347) وفي التذييل والتكميل (4/ 163) وليس في معجم الشواهد.
(¬2) سورة يوسف: 96.
(¬3) سورة البقرة: 109.
(¬4) البيت من بحر الوافر من مقطوعة عدتها أربعة أبيات نسبت في شرح ديوان الحماسة (2/ 941) إلى عبد الله بن الزبير الأسدي (كوفي أموي مات في خلافة عبد الملك بن مروان).
ونسبت هذه الأبيات في الأمالي لأبي علي (3/ 128) إلى الكميت بن معروف الأسدي وبيت الشاهد ثانيهما وقبله:
رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدن له سمودا
والسمود: الغفلة عن الشيء وذهاب القلب عنه، والشاعر يدعو على هؤلاء النسوة بما ترى.
وشاهده: استعمال رد بمعنى صير في المعنى والعمل فرفعت فاعلا ونصبت مفعولين والبيت في شرح التسهيل (1/ 347) وفي معجم الشواهد (ص 97).
(¬5) في التذييل والتكميل (4/ 163) قال أبو حيان: أما ما جاءت حاجتك فقيل أول من قالها الخوارج قالوها لابن عباس حين أرسله على كرم
الله وجهه إليهم.

الصفحة 1105