كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مستحق حكى ذلك ابن كيسان (¬1).
ومنع الفراء (¬2) مطلقا تقديم خبر زال وأخواتها فلا يجيز عالما لم أزل ولا عالما مازلت وكذا لو نفيت بلن أو أن
ذكر ذلك في كتاب الحدود (¬3). ودليله على ذلك ضعيف انتهى.
وثبت أن في جواز تقديم خبر زال وأخواتها ثلاثة مذاهب:
الجواز مطلقا (¬4)، المنع مطلقا (¬5)، التفصيل بين أن يكون النافي ما فيمتنع، أو غيرها من أدوات النفي فيجوز وهو الصحيح (¬6) وعبارة متن الكتاب معطية ما ذكرناه دون إشكال.
فأما ليس: فقال المصنف (¬7): اختلف في تقديم خبر ليس عليها فأجازه سيبويه على ما زعم من أخذ بظاهر من قول لا يلزم الأخذ به (¬8) وممن أخذ به السيرافي (¬9) والفارسي (¬10) -
¬__________
(¬1) انظر المسألة بالتفصيل في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف (1/ 155) المسألة رقم (17) هل يجوز تقديم خبر ما زال وأخواتها عليهن؟.
يقول أبو البركات كمال الدين الأنباري: ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز تقديم خبر ما زال عليها وما كان في معناها من أخواتها وإليه ذهب أبو الحسن ابن كيسان، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز ذلك وإليه ذهب أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء من الكوفيين، وأجمعوا على أنه لا يجوز تقديم خبر ما دام عليها.
(¬2) سقط من شرح التسهيل من أول قوله: ومنع الفراء مطلقا حتى آخر كلام ابن مالك.
(¬3) في نسخة (ب): في كتاب الحد وكثيرا ما يعبر عنه بذلك وهو خطأ. انظر حديث هذا الكتاب (ص 102) من نشأة النحو.
(¬4) هو مذهب الكوفيين وابن كيسان.
(¬5) هو مذهب الفراء من الكوفيين.
(¬6) هو مذهب البصريين ورجحه صاحب كتاب الإنصاف.
(¬7) انظر شرح التسهيل (1/ 351).
(¬8) قال أبو حيان في مذهب سيبويه: وقد اختلف في ذلك عن سيبويه فنسب بعضهم إليه الجواز وبعضهم قال: ليس في كلامه ما يدل على ذلك. (التذييل والتكميل: 4/ 179).
وقال صاحب الإنصاف عن سيبويه (1/ 160) في مسألة: هل يجوز تقديم خبر ليس عليها:
وزعم بعضهم أنه مذهب سيبويه وليس بصحيح، والصحيح أنه ليس في ذلك نص.
(¬9) انظر في نسبة هذا الرأي إلى هؤلاء الأعلام، التذييل والتكميل (4/ 179) قال أبو حيان: واختاره ابن عصفور.
(¬10) انظر رأي أبي علي في المسائل الشيرازيات (ص 32، 33) وتقريره أن ليس تشبه الحرف ولو كانت كالفعل لدخل بينها وبين أن حاجز في قوله تعالى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى [النجم: 39] كما دخل الحاجز في قوله تعالى عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ [المزمل: 20] ثم قال: فإن قلت فقد
جاء: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ [هود: 8] فقد تعلق الظرف بها؟ قيل: إن الظرف متعلق بقوله مصروفا وفي هذا تقوية لقول من أجاز تقديم خبر ليس عليها ويمكن أن يتعلق الظرف بمحذوف يدل عليه ما بعد ليس. -

الصفحة 1119