كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مثلهم (¬1)، وكقول أبي أمامة الباهلي (¬2) رضي الله عنه: لا يا نبيّ الله أو نبيّ كان آدم (¬3) وحكى سيبويه (¬4): إنّ من أفضلهم كان زيدا وخرجه المبرد على وجه رده عليه الناس وحكموا بزيادة كان (¬5).
أو بين صفة وموصوف (¬6) كقول الشاعر:
752 - في غرف الجنّة العليا الّتي وجبت ... لهم هناك بسعي كان مشكور (¬7)
وقد زيدت بين المتعاطفين، قال الفرزدق:
753 - في لجّة غمرت أباك بحورها ... في الجاهلّية كان والإسلام (¬8)
قال المصنف (¬9): «وزعم السّيرافي أنّ كان الزّائدة مسندة إلى ضمير مصدر -
¬__________
(¬1) مقتطع من قول العرب: ولدت فاطمة بنت الخرشب الكملة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم (المقتضب: 4/ 116).
(¬2) هو صديّ (بالتصغير) بن عجلان بن الحارث الباهلي أبو أمامة، صحابي جليل له في الصحيحين 250 حديثا روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وعن عمر وعن عثمان وعلي وأبي عبيدة ومعاذ وغيرهم، أرسله النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أهله فأسلموا جميعا وكان مع علي في صفين وسكن الشام وتوفي في أرض حمص وهو آخر من مات من الصحابة بالشام توفي سنة (86 هـ) عن ست ومائة سنة (تمييز الصحابة: 1/ 182، الأعلام: 3/ 291).
(¬3) لم أستطع العثور عليه وتخريجه من كتب الأحاديث.
(¬4) الكتاب (2/ 153) ونصه: قال الخليل: إنّ من أفضلهم كان زيدا على إلغاء كان.
(¬5) أما تخريج المبرد فقد قال: زيدا اسم إن ومن أفضلهم خبر كان واسم كان مضمر منها وكان واسمها وخبرها في محل رفع خبر إن.
(المقتضب: 4/ 115 هذا باب من مسائل باب كان وباب إن في الجمع والتفريق) استنباطا أما نصّا فالتذييل والتكميل (4/ 212). قال أبو حيان معقبا عليه: وهذا خطأ لأنه يؤدي إلى جعل الخبر جملة مقدما في إن وهذا لا يجيزه أحد.
(¬6) معطوف على قوله: وتزاد كان بين مسند ومسند إليه.
(¬7) البيت من بحر البسيط من قصيدة طويلة للفرزدق يمدح فيها يزيد بن عبد الملك ويهجو يزيد بن المهلب وقد سبق الحديث عنها. وانظر ديوان الفرزدق (2/ 214).
وشاهده: زيادة كان بين الموصوف وصفته في قوله: بسعي كان مشكور.
والبيت في التذييل والتكميل (4/ 212) وفي معجم الشواهد (ص 183).
(¬8) البيت من قصيدة من بحر الكامل وهي للفرزدق أيضا يهجو جريرا وقومه، وانظر ديوان الفرزدق (2/ 305).
وشاهده: زيادة كان بين المعطوف عليه والمعطوف في قوله: في الجاهلية كان والإسلام.
والبيت في التذييل والتكميل (4/ 212) وفي معجم الشواهد (ص 376).
(¬9) شرح التسهيل (1/ 361).