كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لأنه إشارة إلى زمان. وحفت مع أن مقدرة قبلها في موضع رفع بالابتداء والتقدير حنّت نوار ولات هنالك حنين وهذا توجيه الفارسيّ (¬1).
والوجه الثاني: أن يكون هنا اسم لا وحنت خبرها على حذف مضاف والتقدير: وليس ذلك الوقت وقت حنين.
وهذا الوجه ضعيف لأن فيه إخراج هنّا عن الظّرفيّة وهو من الظّروف التي لا تنصرف، وفيه أيضا إعمال لات في معرفة ظاهرة وإنّما تعمل في نكرة وهو اختيار ابن عصفور» (¬2). انتهى (¬3).
وقد اعترف الشيخ بأن الذي رد به المصنف على ابن عصفور رد صحيح وقال:
«وقد جاءت لات غير مضاف إليها حين ولا مذكور بعدها حين ولا ما رادفه في قول الأفوه الأودي:
825 - ترك النّاس لنا أكتافهم ... وتولّوا لات لم يغن الفرار (¬4)
وهذا يدلّ على أن لات لا تعمل وإنّما هي في هذا البيت حرف نفي مؤكّد بحرف النّفي الذي هو لم ولو كانت عاملة لم يجز حذف الجزأين بعدها كما لا يحذفان بعد ما ولا العاملتين عمل ليس» (¬5).
¬__________
(¬1) انظر المغني (1/ 592) وحاشية الصبان على الأشموني (1/ 256).
(¬2) قال في المقرب (1/ 105): في حديث عن لات:
وتعمل في الحين معرفة ونكرة لاختصاصها به ومن إعمالها فيه معرفة قول الأعشى (من الخفيف):
لات هنّا ذكرى جبيرة أو من ... جاء منها بطائف الأهوال
فأعملها في هنا وهو معرفة اه.
وفي الهمع قال السيوطي (1/ 126) وهل تعمل في هنا كسائر مرادف الحين؟
قولان، أحدهما نعم وعليه الشلوبين وابن عصفور.
(¬3) شرح الكافية الشافية (1/ 445) وفي لات هنا يقول ابن مالك في الكافية:
في لات هنّا ما للات من عمل ... وبعضهم هنّا لها اسما جعل
(¬4) البيت من بحر الرمل منسوب - كما في الشرح - للأفوه الأودي.
وهو في الفخر حيث يفتخر الشاعر أن الناس سلموا له ولقومه أنفسهم وظهورهم واستسلموا وبعضهم أراد الفرار ولكنه لم يستطع. وشاهده كما ذكره الشارح.
والبيت في التذييل والتكميل (4/ 299) وفي معجم الشواهد (170).
(¬5) التذييل والتكميل (4/ 299).