كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كقوله تعالى: وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا (¬1) وحكايتها بالأمر كقوله: آمَنَّا بِاللَّهِ * (¬2) وحكايتها بالمضارع كقوله تعالى: يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (¬3) وحكايتها باسم الفاعل كقوله تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا (¬4) وحكايتها باسم المفعول كقول الشاعر:
1163 - تواصوا بحكم الجود حتّى عبيدهم ... مقول لديهم لا زكا مال ذي بخل (¬5)
وينصب القول وفروعه المفرد: الذي هو جملة في المعنى كالحديث والقصة والشعر والخطبة، فيقال: قلت حديثا
وأقول قصة وهذا قال شعرا وخطبة (¬6) وينصب أيضا بالقول وفروعه المفرد المراد به مجرد اللفظ: كقولك: قلت كلمة ومن ذلك قوله تعالى: سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (¬7) أي يطلق عليه هذا الاسم ولو كان يقال مبنيّا لفاعل لنصب إبراهيم فكان يقال له: (يقول له الناس إبراهيم) كما يقال: يطلق الناس عليه إبراهيم (¬8).
قال المصنف: وممن اختار هذا الوجه صاحب الكشاف [2/ 213] ورجحه على قول من قال: التقدير يقال له هذا إبراهيم أو يقال له يا إبراهيم (¬9).
ومن إعمال القول في المفرد المراد به مجرد اللفظ: قول أبي القاسم الزجاجي في الجمل: وإنما قلنا: البعض والكل، قال ابن خروف: ونصب الكل والبعض على -
¬__________
- وقيل: إن الفعل مشتق من المصدر والوصف مشتق من الفعل فالوصف فرع الفرع. اه. ينظر هذه الآراء في شرح الألفية للمرادي (2/ 76).
(¬1) سورة البقرة: 285.
(¬2) سورة البقرة: 136، سورة آل عمران: 52، ورقم 84 أيضا سورة النور، 47.
(¬3) سورة المائدة: 83.
(¬4) سورة الأحزاب: 18.
(¬5) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول وهو في التذييل (2/ 1067).
والشاهد قوله: (لا زكا مال ذي بخل) حيث حكى باسم المفعول الجملة.
(¬6) ينظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 81)، وشرح الكافية للرضي (2/ 288)، والأشموني (2/ 38).
(¬7) سورة الأنبياء: 60.
(¬8) ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 288)، وشرح الألفية للمرادي (1/ 291)، والأشموني (2/ 38).
(¬9) في الكشاف (2/ 49) يقول الزمخشري في إعرابه لهذه الآية «فإن قلت (إبراهيم) ما هو؟ قلت:
قيل هو خبر مبتدأ محذوف أو منادى، والصحيح أنه فاعل يقال لأن المراد الاسم لا المسمى. اه.

الصفحة 1541