كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحدهما جاز حذفه كما كان يجوز في الحال الأول.
ومثال الحذف لدليل: قولك لمن قال: من أعلمك زيد فاضلا: أعلمني عمرا تريد أعلمني زيد عمرا فاضلا فأضمرت الفاعل عائدا على زيد وحذفت فاضلا لدلالة ما تقدم عليه كما كنت تحذف في قولك: علمت عمرا إذا أجبت من قال:
من علمت فاضلا؟ (¬1).
وللثاني والثالث أيضا من الإلغاء والتعليق بعد النقل ما لهما قبله (¬2): فمن الإلغاء بعد النقل قول الشاعر:
1188 - وكيف أبالي بالعدى ووعيدهم ... وأخشى ملمّات الخطوب الصّوائب
وأنت أراني الله أمنع عاصم ... وأرأف مستكفى وأسمح واهب (¬3)
فألغى أرى متوسطا، ومثله قول بعض من يوثق بعربيته «البركة أعلمنا الله مع الأكابر» (¬4) ومن التعليق [قوله تعالى] هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (¬5) وقوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (¬6) فعلق ينبيء وأدري لأنهما بمعنى يعلم وأعلم فتعليقها لتضمنها حروف يعلم واعلم ومعناها أحق وأولى، ومن تعليق أفعال الباب قول الشاعر:
1189 - حذار فقد نبّئت إنّك للّذي ... ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى (¬7)
-
¬__________
(¬1) ينظر شرح الجمل لابن عصفور (1/ 313) ط العراق، والمقتضب (3/ 122).
(¬2) ينظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 81)، وشرح الألفية للمرادي (1/ 395)، والأشموني (2/ 39).
(¬3) البيتان من الطويل مجهولا القائل وهما في التذييل (2/ 1100)، والعيني (2/ 446)، والتصريح (1/ 266)، والهمع (1/ 158)، والدرر (1/ 140)، والأشموني (2/ 39).
والشاهد قوله: (وأنت أراني الله أمنع عاصم) حيث ألغي (أرى) عن العمل في المفعول الثاني والثالث وهما (أنت أمنع عاصم) وذلك لتوسطها بينهما.
(¬4) في هذا القول ألغيت أعلم فالضمير وهو «نا» مفعول أول والبركة مبتدأ «مع الأكابر» ظرف في موضع الخبر وهما اللذان كانا في الأصل مفعولين لأعلم وأصل العبارة: أعلمنا الله البركة مع الأكابر.
ينظر شرح الألفية للمرادي (1/ 395)، وشرح ابن عقيل (1/ 156).
(¬5) سورة سبأ: 7.
(¬6) سورة الانفطار: 17.
(¬7) البيت من الطويل وهو في التذييل (2/ 1100)، والبحر المحيط (7/ 295)، والعيني (2/ 477)، والتصريح (1/ 266)، والهمع (1/ 158)، والدرر (1/ 140).
والشاهد قوله: (نبئت أنك للذي) حيث علق الفعل (نبئ) باللام ولذلك كسرت همزة «إن».
الصفحة 1559
5696