كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

الباب الثامن عشر باب الفاعل
[تعريفه]
قال ابن مالك: (وهو المسند إليه فعل أو مضمّن معناه، تامّ مقدّم فارغ غير مصوغ للمفعول).
قال ناظر الجيش: إنما قال: (المسند إليه)، ولم يقل: الاسم المسند إليه؛ لأن الفاعل يكون اسما نحو تبارك الله، وغير اسم نحو قوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (¬1)، وأَ وَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (¬2)، وكقول الشاعر:
1192 - يسرّ المرء ما ذهب اللّيالي ... وكان ذهابهنّ له ذهابا (¬3)
[2/ 225] هكذا قال المصنف (¬4)، ولو قال: الاسم يشمل الأقسام أيضا؛ لأن ما أوّل باسم فهو اسم؛ لأن الاسم: إما صريح، وإما مؤول، ثم المسند إلى الفاعل: إما فعل، أو مضمّن معناه؛ فالفعل نحو: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ (¬5) والمضمن معناه نحو: مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ (¬6).
1193 - وهيهات هيهات العقيق وأهله (¬7)
-
¬__________
(¬1) سورة الحديد: 16.
(¬2) سورة فصلت: 53.
(¬3) البيت من الوافر لقائل مجهول وهو في شرح الفصل لابن يعيش (1/ 97، 8/ 142)، والتذييل (2/ 1117)، والتصريح (1/ 268)، والهمع (1/ 81)، والدرر (1/ 54).
والشاهد قوله: «يسر المرء ما ذهب الليالي»؛ حيث جاء الفاعل مصدرا مؤولا من «ما والفعل» والتقدير: «ذهاب الليالي».
(¬4) شرح التسهيل للمصنف (2/ 105) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد، ود/ بدوي المختون.
(¬5) سورة يوسف: 92.
(¬6) سورة النحل: 13.
(¬7) صدر بيت من الطويل لجرير عجزه:
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله
وهو في الخصائص (3/ 42)، وشرح المفصل لابن يعيش (4/ 35)، والمقرب (1/ 134)، وأوضح المسالك (2/ 140)، والإيضاح للفارس (1 /
165)، وشذور الذهب (ص 479)، وقطر الندى (2/ 106)، والعيني (3/ 7)، (4/ 311)، والهمع (2/ 111)، والدرر (2/ 145)، والتصريح (1/ 318)، (2/ 199)، وديوان جرير (ص 479)، وقد نسب البيت للمجنون أيضا.

الصفحة 1571