كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وزعم بعض الكوفيين (¬1) أن تأخر المسند لا يخل برفعه المسند إليه، واستدل من ذهب إلى هذا بقول امرئ القيس:
1201 - فقل في مقيل نحسه متغيّب (¬2)
ويقول الزباء:
1202 - ما للجمال سيرها وئيدا (¬3)
وزعم أن التقدير: فقل في مقيل متغيب نحسه، وما للجمال وئيدا سيرها، والجواب عن الأول من وجهين:
أحدهما: أن يكون قائله أراد بنحسه متغيّبي بياء المبالغة كقولهم في أحمر:
أحمري، ودوار: دواري، وخفف الباء في الوقف كما قال الآخر في إحدى الروايتين: -
¬__________
- والدرر (2/ 75) وملحقات ديوانه (ص 156).
والشاهد قوله: «فمتى واغل ينبهم»؛ حيث تقدم الاسم وهو قوله: «واغل» وولي اسم الشرط وهو «متى» فأعرب فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور.
(¬1) شرح التسهيل لابن مالك (2/ 108).
(¬2) عجز بيت من الطويل وصدره:
فظلّ لنا يوم لذيذ بنعمة
والبيت في مجالس العلماء للزجاجي (ص 319)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 160) وديوانه (ص 40) طبعة السندوبي، وشرح المقرب لابن عصفور (ص 4).
اللغة: المقيل: اسم مكان من القيلولة وهي الظهيرة، قل: فعل أمر من: قال، يقيل.
والشاهد قوله: «نحسه متغيب»؛ حيث تأخر المسند ومع ذلك رفع المسند إليه وذلك على رأي بعض الكوفيين الذين يزعمون أن تأخر المسند لا يخل برفعه المسند إليه، والتقدير عندهم: متغيب نحسه.
(¬3) البيت من الرجز وقد نسبه العيني في شرح الشواهد للخنساء وبعده:
أجندلا يحملن أم حديدا
وينظر في أمالي الزجاجي (ص 166)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 159) طبعة العراق، والكامل للمبرد (ص 279)، ومجمع الأمثال للميداني (1/ 236)، والمغني (2/ 582)، وشرح شواهده للسيوطي (2/ 718، 912)، والعيني (2/ 448)، ومعاني القرآن للفراء (2/ 73، 424)، والتذييل (2/ 1121)، والخزانة (3/ 272)، والتصريح (1/ 271)، والأشموني (2/ 46)، والهمع (1/ 159)، والدرر (1/ 141).
والشاهد قوله: «سيرها وئيدا» على رواية من رفع «سيرها»، وأصله: «وئيدا سيرها»، فـ «سيرها» فاعل بقوله: «وئيدا» ثم قدم وبقي على فاعليته، وهذا على مذهب الكوفيين.
الصفحة 1582
5696