كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اسم، وعنهما احترز المصنف بقوله: في غير روي. وبقية أضربه يختص الاسم بها وهي:
تنوين الصّرف والتّنكير والعوض والمقابلة:
وإنما كان كذلك؛ لأن تنوين الصرف دال على بقاء الأصالة، كرجل وزيد، فلا يلحق غير اسم؛ إذ لا أصالة له فيدل على بقائها.
وأما تنوين التنكير، فلأنه دال على تنكير ما هو صالح للتعريف، كصه، وأف، وسيبويه لغير معين، فلا يلحق غير اسم لعدم الحاجة إليه.
وأما تنوين العوض، فلأنه إما عوض عن مضاف إليه (¬1) كحينئذ، فلا يلحق غير اسم؛ لأن المضاف لا يكون إلا اسما، وإما عوض عن حركة أو حرف على القولين في اسم لا ينصرف (¬2) واختصاصه بالاسم ظاهر.
وأما تنوين المقابلة: فلأنه دال على مقابلة جمع بجمع، كمسلمات المقابل لمسلمين. فلا يلحق غير اسم؛ لأن الجمع من خصائصه.
ومنها: التّعريف (¬3):
ويتناول تعريفه بالأداة، نحو: الرجل وأم غلام، وبالإضافة نحو: مَعاذَ -
¬__________
(¬1) هذا المضاف إليه الذي عوض عنه التنوين إما أن يكون مفردا حقيقيّا، كتنوين كل وبعض في قوله تعالى: كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ [الأنبياء: 93] وقوله: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ [البقرة: 253]. وإما جملة في تأويل المفرد كقوله تعالى: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ [الواقعة: 83، 84] تقديره: حين إذ بلغت، أي: حين بلوغ.
(¬2) قوله: وإما عوض عن حركة ... إلخ يشير الشارح إلى أنه اختلف في تنوين جوار ونحوه:
ذهب سيبويه: إلى أنه تنوين عوض عن الياء المحذوفة لا تنوين صرف.
وذهب المبرد والزجاج: إلى أنه عوض عن حركة الياء، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
وذهب الأخفش: إلى أنه تنوين صرف؛ لأن الياء لما حذفت تخفيفا زالت صيغة مفاعل وبقي اللفظ كجناح فانصرف.
والصحيح مذهب سيبويه (حاشية الصبان: 3/ 245).
وقوله: واختصاصه بالاسم ظاهر؛ لأن الملحق به جمع. والجمع لا يكون إلا اسما.
(¬3) أي: من علامات الاسم: التعريف. وقوله: أم غلام، أصله الغلام. ففيه إبدال لام التعريف ميما على لغة حمير.

الصفحة 160