كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأقيم، واستقيم، وردّ الشيء، وأعدّ، واستعدّ، ويقال ويقام ويستقام، ويردّ ويعدّ، ويستعدّ، وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي: ويحرك ما قبل الآخر لفظا إن سلم من إعلال وإدغام وإلا فتقديرا (¬1). ثم بيّنت أن الحركة الملفوظ بها أو المقدرة كسرة في الماضي وفتحة في المضارع، ثم بيّنت أن ما قبل العين المعتلة من الماضي الثلاثي والموازن لا نفعل، وافتعل يكسر كسرة خالصة أو مشمة بضم نحو: بيع المتاع، وسيق اليمن، وانقيد إلى الحق، واختير الصواب؛ فتحرك ما قبل العين بالكسرة التي كانت لها في الأصل، فإن كانت العين ياء سلمت؛ لسكونها بعد ما تجانسها، وإن كانت واوا انقلبت ياء؛ لسكونها بعد كسرة، ومن أشم الكسرة ضمة لم يغير الياء، وهي ولغة إخلاص الكسر لغتان فصيحتان مقروء بهما.
وبعض العرب يخلص الضمة (¬2)، فإن كانت العين واوا سلمت؛ لسكونها بعد ما يجانسها، وإن كانت ياء انقلبت واوا؛ لسكونها بعد ضمة، وعلى هذه اللغة قول الراجز:
1271 - ليت وهل ينفع شيئا ليت ... ليت شبابا بوع فاشتريت (¬3)
وقول الآخر (¬4): -
¬__________
(¬1) ينظر: شرح الألفية لابن الناظم (ص 89)، والتوطئة (ص 250)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 541)، والبهجة المرضية (ص 49، 50).
(¬2) في الأشموني (2/ 63): «وتعزيته لبني فقعس وبني دبير» اه. وقد ضعف الأشموني هذه اللغة فقال في الموضع نفسه: «أشار بقوله: فاحتمل إلى ضعف هذه اللغة بالنسبة للغتين الأوليين» اه، وينظر: شرح الألفية للمرادي (2/ 26).
(¬3) الرجز وهو لرؤبة في: التذييل (2/ 1228)، وابن يعيش (7/ 70)، والمغني (2/ 393)، وشرح شواهده للسيوطي (2/ 819)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص 89)، وشرح الألفية للمرادي (2/ 26)، وأوضح المسالك (1/ 148)، والعيني (2/ 254)، والتصريح (1/ 294)، وشرح ابن عقيل (1/ 168)، وشرح شواهده (ص 111)، وشرح المكودي (ص 77)، والبهجة المرضية (ص 50)، والهمع (1/ 248)، والدرر (1/ 206)، والأشموني (2/ 63)، وملحقات ديوان رؤبة (ص 171)، وملحقات ديوان أبيه العجاج (ص 276).
والشاهد قوله: «بوع» وأصله «بيع» استثقلت الكسرة على الياء فحذفت ثم قلبت الياء واوا لسكونها بعد ضم.
(¬4) هو رؤبة بن العجاج أيضا ولم ينسبه العيني، لكنه قال: ونسبه بعضهم إلى رؤبة ولم أجده في ديوانه. ينظر: شرح الشواهد للعيني (2/ 256)، ومعجم الشواهد للأستاذ هارون (2/ 514).