كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فأنت فاعل لم «تنتفع» مضمرا، وجاز إضماره؛ لأنه مطاوع ينفع، والمطاوع يستلزم المطاوع ويدل عليه ولو [2/ 272] أضمر الموافق لنصب «وجاء بإياك»، ومثل هذا البيت ما أنشده الأخفش من قول الشاعر (¬1):
1291 - أتجزع إن نفس أتاها حمامها ... فهلّا الّتي عن بين جنبيك تدفع (¬2)
فرفع نفسا «بماتت» مقدرا؛ لأنه لازم أتاها حمامها كلزوم انتفع لتنتفع وروي قول الشاعر (¬3).
1292 - لا تجزعي إن منفس أهلكته ... فإذا هلكت فبعد ذلك فاجزعي (¬4)
بنصب المنفس على إضمار الموافق، ويرفعه على إضمار المطاوع، وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي: وقد يضمر مطاوع للظاهر فيرفع السابق. هذا آخر كلام -
¬__________
- والشعر والشعراء (ص 279)، والخزانة (1/ 339)، والعيني (1/ 291) والتصريح (1/ 105)، والهمع (1/ 63)، (2/ 59، 114)، والدرر (1/ 40)، (2/ 75، 147)، والأشموني (2/ 75) وديوان لبيد (ص 255).
والشاهد قوله: «فإن أنت لم ينفعك علمك»؛ حيث رفع «أنت» بالفاعلية لفعل مضمر مطاوع للظاهر، والتقدير: وإن لم تنتفع بعلمك لم ينفعك علمك.
(¬1) هو زيد بن رزين بن الملوح المحاربي شاعر فارسي.
(¬2) البيت من الطويل وهو في المحتسب (1/ 281)، والارتشاف (ص 730، 1158)، والتذييل (3/ 19، 20)، وتعليق الفرائد (ص 1380)، ومعاني القرآن للأخفش (1/ 217)، والمغني (1/ 149)، وشرح شواهده للسيوطي (1/ 436)، والتصريح (2/ 16)، والهمع (2/ 22)، والدرر (2/ 15).
والشاهد قوله: «إن نفس أتاها حمامها»؛ حيث رفع نفسا بفعل مضمر تقديره «ماتت»؛ لأنه لازم «أتاها حمامها» كما بين المصنف.
(¬3) هو النمر بن تولب أحد بني عكل، وكان النمر شاعرا جوادا وهو من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام. ووفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، ترجمته مفصلة سبق ذكرها.
(¬4) البيت من الكامل وهو في الكتاب (1/ 134)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 160)، والمقتضب (2/ 76)، والكامل للمبرد (3/ 300)،
والتوطئة (ص 183)، وأمالي الشجري (1/ 332)، (2/ 346)، وابن يعيش (2/ 38)، والتذييل (3/ 20)، والارتشاف (ص 806)، والغرة المخفية (ص 396)، والخزانة (1/ 152، 450)، والمغني (1/ 166، 403) وشرح شواهده للسيوطي (1/ 472)، (2/ 829)، وشرح ابن عقيل (1/ 174)، والعيني (2/ 535)، والأشموني (2/ 75)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص 92)، وديوان النمر (ص 58، 72).
والشاهد قوله: «إن منفس أهلكته»؛ حيث روي «منفس» بالنصب على إضمار فعل موافق للفعل الظاهر، والتقدير: إن أهلكته منفسا أهلكته، كما روي بالرفع على إضمار فعل مطاوع والتقدير: إن هلك منفس.
الصفحة 1663