كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد استشكله الناس؛ لأن ظاهره يعطي ما ذكره المصنف من جواز النصب بعد إذا كما هو جائز بعد «أمّا»، قالوا: والنحويون وسيبويه [2/ 276] يقولون: إن إذا الفجائية لا يقع بعدها فعل ألبتة لا ظاهرا ولا مضمرا ولا معمول فعل أصلا، ثم منهم من خرج كلام سيبويه وأوله، ومنهم من حمله على ظاهره (¬1)، واختلف تخريج من خرجه، فابن خروف خرجه على أنه مما خلط فيه حكم واحد بآخر على حد قوله تعالى: نَسِيا حُوتَهُما (¬2)، ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (¬3)؛ وإنما الناسي أحدهما، والذي يخرج منه أحدهما (¬4)، ولا يخفي أنه تخريج بعيد، والشلوبين خرجه على أنه لما كانت «أمّا» و «إذا» الفجائية لابتداء الكلام وقطع ما تقدم، وأنهما لا يقع بعدهما إلا الاسم، وأنه لا يبقى معهما الحكم كما كان قبل ذكرهما هنا معا فقال: لأن «أمّا وإذا» انقطع بهما الكلام «أو يرجع قوله فالرفع إلى ما يليق وإلى ما يصح رجوعه إليه وذلك إلى «أمّا» (¬5) لا إلى «إذا» (¬6).
والذين حملوا كلامه على ظاهره قالوا: حكى الأخفش عن العرب أن الفعل إذا كان مقرونا بقد جاز أن يلي إذا الفجائية؛ تقول: خرجت فإذا قد ضرب زيد عمرا، فإن لم يكن مقرونا بقد؛ فلا يجوز أن يليها الفعل (¬7)، وإنما أجري الفعل المقرون بقد مجرى الجملة الاسمية في أن ولي «إذا» الفجائية؛ لمعاملة العرب له معاملة الجملة الاسمية في دخول واو الحال عليه تقول: جاء زيد وقد ضحك، كما يقال:
جاء زيد وهو يضحك، وهذا هو الذي جنح إليه ابن عصفور وذكره في شرح -
¬__________
(¬1) في شرح الألفية للمرادي (2/ 40): «أما إذا ففي اسم الاشتغال بعدها مذاهب: جواز نصبه وهو ظاهر كلام سيبويه، ووجوب رفعه؛ لأنها لا يليها فعل ولا معمول فعل وإنما يليها مبتدأ وخبر» اه.
(¬2) سورة الكهف: 61.
(¬3) سورة الرحمن: 22.
(¬4) ينظر: التذييل (3/ 12، 13)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 561).
(¬5) ينظر: التوطئة للشلويين (ص 208) تحقيق يوسف أحمد، والتذييل (3/ 13).
(¬6) في (أ) بياض بعد ذلك وقد أشير إلى هذا في هامش (ب) حيث قال الناسخ في النسخة المقابل عليها: هنا بياض قدر ثلاثة أسطر.
(¬7) في شرح قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري: «وقد تليها الجمل الفعلية إذا كانت مصحوبة بقد نحو: خرجت فإذا قد قام زيد، حكاه الأخفش عن العرب». اه. شرح قواعد الإعراب (ص 180) تحقيق أحمد عبد العزيز، وينظر: التصريح (1/ 302، 303)، ومع النحو والنحاة في سورة الأعراف (ص 66) رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية، وينظر أيضا: البحر المحيط (6/ 259).

الصفحة 1670