كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
متقدما على الفعل إلا في الضرورة نحو قوله (¬1):
1297 - فمتى واغل يزرهم يحيّو ... هـ وتعطف عليه كأس السّاقي (¬2)
ونحو قول الآخر (¬3):
1298 - صعدة نابتة في حائر ... أينما الرّيح تميّلها تمل (¬4)
ويستثنى من الأدوات المذكورة «إن» فإن الاسم يجوز أن يليها في الكلام؛ لأنها أم الباب يعني أنها الأصل في إفادة معنى الشرط، لكن يشترط أن يكون الفعل الواقع بعد الاسم الذي يليها ماضيا نحو: إن زيدا أكرمته أكرمك (¬5)، كما يقرر ذلك في باب جوازم الأفعال، وعلى هذا: فالاشتغال يتصور في الاسم الواقع بعد أدوات الشرط؛ إمّا في الكلام كأن يشترط كون الفعل الواقع بعد الاسم ماضيا كما تقدم، وإما في الشعر كما في الأدوات.
وأما السبب الثاني؛ وهو أن يتلو الاسم استفهاما بغير الهمزة نحو: هل مرادك نلته؟ فقد يقال: المعروف أن أدوات الاستفهام غير الهمزة إذا وقع بعدها الاسم والفعل تقدم الفعل على الاسم؛ ولهذا إن ابن عصفور لما ذكر هذا الحكم قال: -
¬__________
(¬1) هو عدي بن زيد العبادي من شعراء الحيرة، وهو شاعر مقل.
(¬2) البيت من الخفيف وهو في: الكتاب (3/ 113)، ونوادر أبي زيد (ص 188)، والمقتضب (2/ 76)، وأمالي الشجري (1/ 332)، والإنصاف (1/ 325)، والارتشارف (519)، والتذييل (3/ 16)، وأصول النحو لابن السراج (2/ 242)، والخزانة (1/ 456)، (3/ 639)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 177) طبعة العراق، والهمع (2/ 59)، وديوانه (156).
اللغة: الواغل: الداخل في الشرب من غير دعوة. ينبهم: ينزل بهم.
والشاهد قوله: «فمتى واغل»؛ حيث ولي الاسم أداة الشرط، وهذا لضرورة الشعر؛ وذلك لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الفعل.
(¬3) هو كعب بن جميل كما في الكتاب، وقيل: الحسام بن ضرار الكلبي.
(¬4) البيت من الرمل وهو في: الكتاب (3/ 113)، ومعاني القرآن للفراء (1/ 297)، والمقتضب (2/ 75)، والإنصاف (1/ 325)، وأمالي الشجري (1/ 332)، (2/ 347)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 370)، والخزانة (1/ 457)، وابن يعيش (9/ 10)، والعيني (4/ 424، 571)، وشرح الدرة الألفية لابن القواس (ص 144)، وأصول ابن السراج (2/ 242)، والهمع (2/ 59)، واللسان (حير). والشاهد فيه كالذي قبله.
(¬5) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (1/ 377) والتصريح (1/ 298).