كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهو: أزيدا أنت ضاربه؟ وأنّ التقدير: أضارب زيدا أنت ضاربه؟ فقال: لم يبين المصنف إعراب هذا الكلام، وفي البسيط: إذا قلت: زيدا أنت ضاربه، وأدخلت الحروف التي يعتمد عليها اسم الفاعل؛ جاز في الاسم النصب بإضمار فعل، وجاز أن يكون بتقدير اسم فاعل لصحة اعتماده، قيل: ويجب أن يكون «أنت» مرتفعا (به) (¬1)؛ لأنه إما يكون اسم الفاعل مبتدأ به أو خبرا متقدما، وهو في كل حال مفتقر إليه، ويرتفع ضارب الثاني بتقدير ابتداء آخر (¬2).
ومنها:
أنك قد عرفت أن الاسم السابق قد يرتفع مع أن ضميره منصوب، وذلك بأن يضمر فعل مطاوع للفعل الظاهر وعليه قول لبيد:
1299 - فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب (¬3)
وقول الآخر:
1300 - أتجزع إن نفس أتاها حمامها (¬4)
وكذا:
1301 - لا تجزعي إن منفس أهلكته (¬5)
في رواية من رفع منفسا، وقد تقدم تقرير ذلك في كلام المصنف (¬6)، ولكن المغاربة لم يجنحوا إلى ما جنح إليه المصنف من إضمار المطاوع ولهم في بيت لبيد تخريجات:
قيل: إن «أنت» مرفوع على الابتداء، قال الشيخ: وهذا وجه ذكره سيبويه إذا كان الخبر فعلا نحو: إن الله أمكنني من فلان (¬7)، وذكره ابن جني عن الأخفش (¬8)، وقيل: إن هذا مما وضع فيه ضمير الرفع موضع ضمير النصب كما وضع ضمير المنصوب موضع المرفوع في قولهم: لم يضربني إلّا إيّاه، وفي المحكي -
¬__________
(¬1) التذييل (3/ 19).
(¬2) سبق شرحه.
(¬3) تقدم ذكره.
(¬4) تقدم ذكره.
(¬5) تقدم ذكره.
(¬6) سبق شرحه.
(¬7) ينظر: الكتاب (1/ 100).
(¬8) ينظر: معاني القرآن للأخفش (1/ 217).

الصفحة 1678