كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكأقطار في قولهم: قومك أقطار البلاد، وكمساليه في قول الشاعر (¬1) [2/ 451]:
1571 - إذا ما نعشناه على الرّحل ينثني ... مساليه عنه من وراء ومقدم (¬2)
قال سيبويه: مسالاه عطفاه فصار كجنبي فطيمة (¬3).
والثالث: ما جرى باطراد مجرى ما هو كذلك، وذلك صفة المكان الغالبة نحو:
قريبا منك وشرقيّ المسجد، قال الشاعر: -
1572 - هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم ... عند الصّفاة التي شرقيّ حورانا (¬4)
ومن الجاري مجرى ما هو كذلك مصادر قامت مقام مكان مضاف إليها تقديرا نحو قولهم: قرب الدار ووزن الجبل أي زنته أي مكان مسامته، والمراد هنا بالاطراد أن لا تختص ظرفيته بعامل ما كاختصاص ظرفية المشتق من اسم الواقع فيه (¬5).
الرابع: ما دل على محل الحدث المشتق هو من اسمه كمقعد ومرقد ومصلّى ومعتكف، ولا يعمل في هذا النوع إلا أصله كقولك: قعودي مقعد زيد، أو مشارك له في الفرعية كقولك: قعدت مقعد زيد، فلو قلت: اعتكفت مقعدك أو قعدت معتكفك لم يجز، لأن العامل ليس أصلا للمذكور كقعود بالنسبة إلى مقعد، ولا مشاركا له في الفرعية كاعتكفت بالنسبة إلى معتكف، ولذلك عد من -
¬__________
- أميل، وهو من يميل عن السرج، ومن لا ترس معه ولا سيف. العزل: جمع: أعزل وهو من لا رمح معه.
والشاهد في قوله: (جنبي فطيمة) حيث نصب «جنبي» على الظرفية.
(¬1) هو أبو حيّة النّميري واسمه الهيثم بن الربيع بن زرارة شاعر إسلامي أدرك الدولتين الأموية والعباسية.
(¬2) البيت من الطويل وهو في: الكتاب (1/ 412)، وشرح التسهيل للمصنف، والارتشاف (ص 577)، والتذييل (3/ 382)، واللسان مادة «سيل». والصحاح أيضا مادة «سيل»، والأزمنة والأمكنة (1/ 307).
والشاهد فيه: نصب «مساليه» على الظرف، أي في مساليه.
(¬3) الكتاب (1/ 412).
(¬4) البيت من البسيط وهو لجرير وهو في شرح التسهيل للمصنف، والتذييل (3/ 384)، والكتاب (1/ 222)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 93)، وديوان جرير (ص 493) برواية (هبت شمالا) مكان (هبت جنوبا).
اللغة: الصفاة: الصخرة الملساء. حوران: بلد بالشام.
والشاهد في قوله: (شرقي حورانا) حيث نصب على الظرف.
(¬5) ينظر: الهمع (1/ 199)، والمطالع السعيدة (ص 310).

الصفحة 1987