كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإلى المسموع من هذا النوع أشرت بقولي: (وسماعا إن دل على قرب أو بعد نحو:
هو مني بمنزلة الشغاف ومناط الثريا)، وقيدت الإضافي بمحض احترازا من الإضافي الذي يدل بنفسه على معنى لا يصلح لكل مكان نحو جوف وباطن وظاهر وداخل وخارج [2/ 452] فإن هذه وما أشبهها من أسماء المكان المختصة إذا قصد بشيء منها معنى الظرفية لازمة لفظ «في» أو ما في معناها (¬1) إلا أن يرد شيء بخلاف ذلك فيحفظ كقوله تعالى: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (¬2)، وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ (¬3) وكقول العرب: رجع فلان أدراجه أي في الطريق الذي جاء فيه، وهم درج السيول أي في مجاريها (¬4)، قال الشاعر في المعنى الأول: -
1574 - لماّ دعا الدّعوة الأولى فأسمعني ... أخذت برديّ واستمررت أدراجي (¬5)
وقال (¬6) في المعنى الثاني: -
1575 - أنصب للمنيّة تعتريهم ... رجالي أم هم درج السّيول (¬7)
فهذا مما حفظ في الاختبار ولا يقاس عليه، وأما قوله:
1576 - لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثّعلب (¬8)
-
¬__________
(¬1) ينظر: الظروف المفردة والمركبة في اللغة العربية (ص 91)، والمقتضب (4/ 348)، والكتاب (1/ 410)، وشرح الرضي (1/ 184).
(¬2) سورة الأعراف: 16.
(¬3) سورة التوبة: 5.
(¬4) ينظر: الكتاب (1/ 414، 415).
(¬5) البيت من البسيط وهو في: التذييل (3/ 387) لقائل مجهول.
اللغة: استمررت أدراجي: أي استمررت في الطريق الذي أنا سائر فيه.
والشاهد في قوله: «استمررت أدراجي»؛ حيث نصب «أدراجي» على الظرف.
(¬6) هو ابن هرمة واسمه أبو إسحاق إبراهيم بن هرمة بن علي بن سلمة آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم حيث أدرك الدولتين الأموية والعباسية.
(¬7) البيت من الوافر وهو في: الكتاب (1/ 415، 416)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 284)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 502)، وحاشية التفتازاني (1/ 734)، والتذييل (3/ 388)، والخزانة (1/ 203)، وأساس البلاغة، واللسان مادة «درج» وشعر ابن هرمة (ص 181)، والأزمنة والأمكنة (1/ 307).
اللغة: درج السيول: الموضع الذي يمر به السيل فينزل من موضع إلى موضع آخر حتى يستقر.
والشاهد فيه: نصب (درج السيول) على الظرف.
(¬8) البيت من الكامل وهو لساعد بن جؤبة، وهو في: الكتاب (1/ 36، 214)، ونوادر أبي زيد -

الصفحة 1989