كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أبو عمرو والكسائي (¬1)، وقرأ الثانية حمزة وحفص، وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر:
(مودة) (¬2)، ومن تجريد «بين» عن الظرفية قول الشاعر: -
1585 - ولم تترك النبل المخالف بينها ... أخا لأخ يرجى ومأثورة الهند (¬3)
«بينها» في موضع رفع بإسناد والمخالف إليه إلا أنه بني لإضافته إلى مبني مع إبهامه، وقد تكون «بين» ظرف زمان كما يكون ظرف مكان، فمن ذلك:
حديث ساعة يوم الجمعة هي ما بين خروج الإمام وانقضاء الصلاة (¬4).
ومن الظروف المكانية ما ندر تجرده عن الظرفية، فمن ذلك «حيث» فكونه ظرفا هو الشائع كقوله تعالى: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (¬5) وكونه مجردا عن الظرفية كقول زهير: -
1586 - فشدّ ولم ينظر بيوتا كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم (¬6)
[2/ 460] وكقول الآخر: -
1587 - إنّ حيث استقرّ من أنت راعي ... هـ حمى فيه عزّة وأمان (¬7)
-
¬__________
(¬1) زاد في (ب): (وابن كثير).
(¬2) ينظر: الإتحاف (345)، والبحر المحيط (7/ 148)، والبديع في شواذ القراءات لابن خالويه (115).
(¬3) البيت من الطويل لقائل مجهول، وهو في: التذييل (3/ 399).
والشاهد فيه: تصرف (بين) بوقوعها فاعلا لقوله: المخالف.
(¬4) حديث شريف وهو في صحيح مسلم (ص 584) برواية: هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة.
(¬5) سورة الحجر: 65.
(¬6) البيت من الطويل، وهو من معلقة زهير وينظر في: الارتشاف (ص 584)، والتذييل (3/ 400، 413)، وشرح التسهيل للمصنف (1/ 232)، وشرح المعلقات للزوزني (161)، وشجر الدر لأبي الطيب اللغوي (95)، والخزانة (3/ 157)، والمغني (1/ 131)، وشرح شواهده (1/ 384)، والهمع (1/ 212)، والدرر (1/ 181)، وحاشية يس (2/ 39)، وديوان زهير (ص 84).
ويروى البيت أيضا برواية: «ولم تفزع بيوت».
اللغة: أم قشعم: كنية الموت.
والشاهد فيه: خروج «حيث» عن الظرفية حيث وقعت مضافا إليها.
(¬7) البيت من الخفيف لقائل مجهول، وهو في شرح التسهيل للمصنف (2/ 232)، وشرح التسهيل للمرادي، والمغني (1/ 132)، والتذييل (3/ 401)، والخزانة (3/ 157)، والهمع (1/ 212)، والدرر (1/ 182). -

الصفحة 2002