كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإن كان ما يليها «غدوة» جاز الجر على القياس، والنصب على التمييز أو على إضمار كان مضمرا فيها اسمها كما قال سيبويه في قول الراجز:
1597 - من لد شولا فإلى إتلائها (¬1)
وحكى الكوفيون رفع «غدوة» على تقدير: لدن كان غدوة (¬2). وكل ذلك منبه عليه. ومثال نصب غدوة قول الشاعر: -
1598 - وما زال مهري مزجر الكلب منهم ... لدن غدوة حتّى دنت لغروب (¬3)
ثم بينت أن «لدى» لا ترادفها بل ترادف «عند» صرّح بذلك سيبويه (¬4)، ثم بينت أن ألف «لدى» تنقلب «ياء» مع المضمر وتسلم مع الظاهر كما تفعل بألف على وإلى (¬5)، وقرنت بذلك غالبا ليعلم أن بعض العرب يستغني عن هذا القلب مع المضمر كما يستغني عنه الجميع مع الظاهر، ومن ذلك قول الشاعر (¬6):
1599 - إلاكم يا خناعة لا إلانا ... عزا النّاس الضّراعة والهوانا
فلو برّت عقولكم بصرتم ... بأنّ دواء دائكم لدانا
وذلكم إذا رافقتمونا ... على قصد اعتمادكم علانا (¬7)
-
¬__________
(¬1) الرجز لقائل مجهول، وهو في: الكتاب (1/ 264)، وأمالي الشجري (1/ 222)، وابن يعيش (4/ 101)، (8/ 35)، والارتشاف (454، 588)، والتذييل (3/ 421)، والخزانة (2/ 84)، والمغني (2/ 422)، وشرح شواهده (2/ 836)، والعيني (2/ 51)، والتصريح (1/ 194)، والهمع (1/ 122)، والدرر (1/ 91، 283)، والأشموني (1/ 243).
اللغة: شولا: مصدر شالت الناقة بذنبها إذا رفعته للضراب، وقيل: اسم جمع شائلة على غير قياس، وهي الناقة التي خف لبنها وارتفع ضرعها. الإتلاء: أن تصير الناقة متلية أي يتلوها ولدها بعد الوضع.
والشاهد فيه: نصب (شولا) بعد (لدن) على إضمار كان كما قال سيبويه.
(¬2) وقال ابن جني: لشبهه بالفاعل. شرح الألفية للمرادي (2/ 276).
(¬3) البيت من الطويل وهو لأبي سفيان بن حرب قاله يوم أحد، وهو في: التذييل: (3/ 420)، وتعليق الفرائد (1644)، والعيني (3/ 429)، والتصريح (2/ 46)، والأشموني (2/ 263)، والهمع (1/ 215)، والدرر (1/ 184)، والمطالع السعيدة (319).
والشاهد فيه: نصب «غدوة» بعد لدن وخرج النصب على التمييز.
(¬4) ينظر: الكتاب (4/ 234)، والمطالع السعيدة (317)، وشرح الرضي (2/ 123).
(¬5) ينظر: شرح المفصل لابن يعيش (2/ 126)، (3/ 34)، والمقرب (1/ 217).
(¬6) لم يعلم.
(¬7) الأبيات من الوافر، وهي في: التذييل (3/ 423)، وشرح التسهيل للمرادي، والهمع (1/ 203)، -