كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أراد: إليكم لا إلينا ولدينا وعلينا.
ومن الظروف العادمة التصرف «مع» (¬1)، وهو اسم لمكان الاصطحاب أو وقته على حسب ما يليق بالمصاحب، ويدل على اسميته دخول «من» عليه في قولهم:
ذهب من معه، حكاه سيبويه (¬2)، ومنه قراءة بعض القراء (¬3): (هذا ذكر من مّعى وذكر من قبلى) (¬4) وكان من حقه أن يبنى لشبهه بالحروف في الجمود المحض والوضع الناقص [2/ 463] إذ هو على حرفين بلا ثالث محقق العود، والمراد بالجمود والمحض ملازمة وجه واحد من الاستعمال إلا أنه أعرب في أكثر اللغات لمشابهته «عند» في وقوعه خبرا وصفة وحالا وصلة، ودالّا على حضور وعلى قرب (¬5)، فالحضور كـ نَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ (¬6)، والقرب كـ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (¬7) وكقول الراجز (¬8): -
1600 - إنّ مع اليوم أخاه غدوا (¬9)
وهو وإن فاقه عند تمام الوضع فقد فاق هو بوجه من التمكن وهو الإفراد وتضمن -
¬__________
- والدرر (1/ 172).
اللغة: خناعة: قبيلة سموا باسم أبيهم خناعة بن سعد بن هذيل، ويروى (خزاعة) مكان خناعة.
والشاهد في الأبيات: عدم قلب الألف ياء مع المضمر في (إلى ولدى وعلى) وهذه لغة لبعض العرب.
(¬1) انظر: شرح التسهيل لابن مالك (2/ 238).
(¬2) ينظر: الكتاب (1/ 420)، والمطالع السعيدة (319، 320)، والمقرب (1/ 151)، ورصف المباني (ص 328).
(¬3) هو يحيى بن يعمر وطلحة بن مصرف والقراءة بتنوين «ذكر» وكسر ميم «من». ينظر: المحتسب (2/ 61)، والبديع في شواذ القراءات لابن خالويه (ص 91)، والبحر المحيط (6/ 306).
(¬4) سورة الأنبياء: 24.
(¬5) ينظر: المطالع السعيدة (320)، والهمع (1/ 217).
(¬6) سورة الشعراء: 118، والآية هي: وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
(¬7) سورة الشرح: 6.
(¬8) لم يعلم والرجز يجري مجرى المثل وقبله: -
لا تغلواها وادلواها دلوا
(¬9) الرجز في: المقتضب (2/ 238)، (3/ 153)، والمخصص (9/ 60)، والمنصف (1/ 64)، (2/ 149)، وأمالي الشجري (2/ 35)، والمستقصي (1/ 414)، والتذييل (3/ 424)، وابن القواس (1107)، وشرح التسهيل للمرادي، والشذور (527)، واللسان «دلا - غدا».
اللغة: غدوا: أي غد، ردت لامه في الضرورة.
والشاهد فيه: مجيء «مع» للدلالة على القرب.