كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يقول: المال له فيفتح لأن فتحها هو الأصل (¬1)، فعلى هذا يلزم من أضمر الظرف مقصودا به معنى الظرفية أن يقرنه بفي، كقولك في صمت اليوم: اليوم صمت فيه، فمن قال: صمته علم أنه لم يقصد الظرفية، وإنما قصد جعله مفعولا به توسّعا (¬2)، فمن ذلك قول الشاعر: -
1630 - ويوما شهدناه سليما وعامرا ... قليل سوى الطّعن النّهال نوافله (¬3)
ومثله: -
1631 - فإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فدعه إلى اليوم الّذي أنت قادره (¬4)
ومثله (¬5): -
1632 - يا ربّ يوم لي لا أظلّله ... أرمض من تحت وأضحى من عله (¬6)
وهذا التوسع في باب «أعلم» جائز على ظاهر قول [3/ 5] سيبويه، فإنه قال في -
¬__________
- والشاهد فيه: هو التوسع في ظرف الزمان، فأضيف إليه اسم الفاعل على طريق الفاعلية.
(¬1) ينظر: الأشباه والنظائر (1/ 220)، والمسائل العسكرية للفارسي (ص 19، 99) تحقيق د. محمد الشاطر أحمد.
(¬2) ينظر: المقتضب (3/ 105)، وشرح المفصل لابن يعيش (2/ 45، 46)، والمطالع السعيدة (331)، والهمع (1/ 203)، والتذييل (3/ 430،
431).
(¬3) البيت من بحر الطويل لرجل من بني عامر وهو في: المقتضب (3/ 105) وشرح المفصل (2/ 46) وغير ذلك.
ويستشهد به على: التوسع في الظرف فينصب مفعولا به وسيأتي قريبا.
(¬4) البيت من الطويل وقائله ابن حبناء شاعر إسلامي تميمي، وحبناء أمه، وينظر في: التذييل (3/ 433)، وديوان الحماسة (1/ 266).
والشاهد فيه: إضافة (قادر) إلى ضمير اليوم دون وساطة «في» وذلك على سبيل التوسع.
(¬5) هو رجز لأبي ثروان وقيل لأبي الهجنجل.
(¬6) الرجز في: مجالس ثعلب (2/ 430)، وابن يعيش (4/ 87)، والتذييل (3/ 431)، والمغني (1/ 154)، وشرح شواهده (1/ 448)، منسوبا لأبي الهجنجل، والعيني (4/ 545)، والتصريح (2/ 346)، والأشموني (2/ 271)، (4/ 218)، والهمع (1/ 203)، (2/ 210)، والدرر (1/ 172)، (2/ 235)، والمطالع السعيدة (332)، وحاشية الخضري (2/ 16).
اللغة: أرمض: مضارع رمض الرجل يرمض رمضا أي أصابه حر الرمضاء وهي الحجارة الحامية من حر الشمس. وأضحى: من ضحى يضحى أي برز للشمس فأصابه حرها.
والشاهد فيه: التوسع في ظرف الزمان (يوم) فتعدى الفعل إلى ضميره بدون وساطة «في».

الصفحة 2030