كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وزيد»، و «كيف أنت وقصعة من ثريد» هو الجيد الراجح لعدم الفعل وما يعمل عمله (¬1)، وقد قال سيبويه: وزعموا أن ناسا يقولون: كيف أنت وزيدا وما أنت وزيدا، وهو قليل [2/ 501] في كلام العرب، ولم يحملوا الكلام على «ما» و «كيف»، (لكنهم) (¬2) حملوه على الفعل؛ لأن كنت وتكون يقعان هنا كثيرا وأنشد سيبويه (¬3):
1653 - وما أنت والسّير في متلف ... يبرّح بالذّكر الضّابط (¬4)
وأنشد:
1654 - أتوعدني بقومك يا ابن حجل ... أشابات يخالون العبادا
بما جمّعت من حضن وعمرو ... وما حضن وعمرو والجيادا (¬5)
ثم قال: وزعموا أن الراعي كان ينشد هذا البيت:
1655 - أزمان قومي والجماعة كالّذي ... لزم الرّحالة أن تميل مميلا (¬6)
-
¬__________
(¬1) ينظر: المطالع السعيدة (ص 336)، والمقرب (1/ 160).
(¬2) في (جـ) (ولكنهم) وهو الصواب لموافقته نص سيبويه.
(¬3) الكتاب: (1/ 303).
(¬4) البيت من المتقارب قائله أسامة بن الحارث بن حبيب الهذلي ويكنى أبا سهم وهو في: الكتاب (1/ 303)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 128)، وشرح عمدة الحافظ (1/ 404)، والتذييل (3/ 466)، وابن يعيش (2/ 51، 52)، وتعليق الفرائد (ص 1682)، والعيني (3/ 93)، وابن الناظم (ص 110)، والدرر (1/ 90). واللسان «عبر».
ويروى البيت برواية (وما أنا) مكان (وما أنت).
اللغة: المتلف: القفر الذي يتلف فيه من سلكه، الضابط: القوي.
والشاهد فيه: قوله: «والسير»؛ حيث نصب على رأي بعضهم والجمهور على عطف مثل هذا.
(¬5) البيتان من الوافر لقائل مجهول وهما في: الكتاب (1/ 304)، والمحتسب (1/ 215)، (2/ 14)، وأمالي الشجري (1/ 66).
اللغة: الأشابات: الأخلاط من الناس وهو جمع أشابة، حضن: بطن من القين.
والشاهد في قوله: «والجيادا»؛ حيث نصب حملا على معنى الفعل أي وملابستها الجيادا.
(¬6) البيت من الكامل وهو للراعي النميري وهو في: الكتاب (1/ 305)، والتذييل (3/ 469)، وجمهرة القرشي (ص 176)، وطبقات ابن سلام (ص 508)، والغرة لابن الدهان (2/ 81)، والمقرب (1/ 160)، وشرح عمدة الحافظ (2/ 405)، وابن الناظم (ص 111)، والارتشاف -