كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كأنه قال: أزمان (كان) (¬1) قومي والجماعة، فحملوه على كان لأنها تقع في هذا الموضع كثيرا (¬2).
وعلل سيبويه إضمار الفعل في نحو: ما أنت وزيدا، وكيف أنت وقصعة، بأن العرب يستعملون الفعل مع الاستفهام
كثيرا فيقولون: ما كنت وكيف تكون، إذا أرادوا معنى مع، قال: من ثم قالوا:
1656 - أزمان قومي والجماعة
لأنه موضع يدخل فيه الفعل كثيرا فيقولون: أزمان كان قومي، وحين كان (¬3)، هذا نصه، وقد ذكر المصنف ثلاثة المواضع التي ذكرها سيبويه، وضم إليها رابعا وهو الذي أشار إليه بقوله: (أو قبل خبر ظاهر)، وتبع في ذلك ابن خروف فإنه قال في شرح الكتاب يشير إلى سيبويه: ولم يذكر في قولهم: أنت وشأنك، وكل رجل وضيعته، وما أشبهه إلا الرفع، ثم قال ابن خروف: وبعض العرب تنصب إذا كان معه خبر (¬4)، وجعل من ذلك قول عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلّى الله عليه وسلّم ينزل عليه الوحي وأنا وإيّاه في لحاف» (¬5)، (¬6).
قال المصنف: ويجوز عندي أن يكون «إيّاه» في موضع رفع عطفا على «أنا» على سبيل النيابة عن ضمير الرفع، كما ناب عن ضمير الجر فيما حكى الفراء من قول العرب: مررت بإياك، قال: وأنشد الكسائي: -
¬__________
- (ص 454، 1150)، والخزانة (1/ 502)، والتصريح (1/ 295)، والهمع (1/ 122)، (2/ 156)، والدرر (2/ 211).
اللغة: الرحالة: سرج من الجلد ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد.
والشاهد فيه: نصب «والجماعة» على إضمار كان.
(¬1) سقطت كلمة (كان) من (أ، جـ) وما أثبته من الكتاب.
(¬2) الكتاب (1/ 303 - 305). وينظر: شرح التسهيل للمصنف (2/ 259).
(¬3) الكتاب (1/ 306).
(¬4) ينظر: التذييل (3/ 470، 471).
(¬5) الحديث في المستدرك (4/ 10) برواية: وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد، وهذه الرواية لا شاهد فيها ولم يتيسر لي العثور عليه في غير هذا الكتاب بهذه الرواية التي هنا.
(¬6) زاد في نسخة (جـ): (كأنها قالت: وكنت وإياه في لحاف أو وأنا كائنة وإياه في لحاف).

الصفحة 2075