كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الواو كقوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (¬1) أي: ولا الذين ظلموا (¬2).
قال الأخفش: والتي بمعنى (إن لم) كقوله تعالى: إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ (¬3). والزائدة كالأولى من اللتين في قول الشاعر - أنشده ابن جنّي في المحتسب (¬4).
1675 - أرى الدّهر إلّا منجنونا بأهله ... ... (¬5)
أي: أراه منجنونا بأهله، فتارة يرفعهم، وتارة يخفضهم.
ثم قال ابن جني: وعليه تأولوا أيضا قول ذي الرّمة: -
¬__________
- في هذا الموضوع بمنزلة سوى، كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى (أو غير) الله لفسد أهلهما يعني:
أهل السماء والأرض، وشرح التصريح (1/ 349)، وينظر معاني القرآن للأخفش (1/ 115) تحقيق د/ فائز فارس، طبعة الكويت حيث قال: «فقوله تعالى: إِلَّا اللَّهُ صفة، ولولا ذلك لانتصب».
(¬1) سورة البقرة: 105.
(¬2) ينظر الكتاب (1/ 263، 266) ويرى أبو علي الفارسي أن سيبويه إنما شبه (إلا) بـ (لكن) من جهة المعنى، دون اللفظ، ينظر: المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات لأبي علي النحوي (ص 493) تحقيق د/ صلاح الدين السنكاوي. مطبعة العاني - بغداد، والمساعد لابن عقيل (1/ 549)، وينظر:
الإنصاف في مسائل الخلاف، لابن الأنباري تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ص 266) (مسألة 35) طبعة دار الفكر حيث قال: «يعني: والذين ظلموا لا يكون لهم أيضا حجة، وهو رأي الكوفيين».
(¬3) سورة الأنفال: 73، ينظر الاستغناء في أحكام الاستثناء حيث قال: «ليس هاهنا استثناء بل (إلا) هاهنا مدغمة، والفرق بينها وبين (إلا) في الاستثناء من عشرة أوجه ...» (ص 133 - 136) والمساعد لابن عقيل (1/ 549).
(¬4) المحتسب لابن جني (1/ 328) طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتحقيق الأستاذ علي النجدي ناصف، وآخرين.
(¬5) قائله بعض بني أسد، والبيت من الطويل، وهو بتمامه:
أرى الدهر إلا منجنونا بأهله ... وما صاحب الحاجات إلا معذبا
اللغة: المنجنون: الدولاب الذي يستقى عليه.
والشاهد فيه: عند ابن مالك - مجيء (إلا) زائدة، وقد أوله أبو حيان على أن (أرى) جواب لقسم مقدر، وحذفت (لا) أي: لا أرى الدهر إلا منجنونا. والبيت في المحتسب (1/ 328)، وشرح المفصل لابن يعيش (8/ 75)، والتذييل والتكميل (3/ 496)، والمقرب لابن عصفور (1 /
103).
الصفحة 2110
5696