كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يفرق في الثّالث بين أن يكون العامل متصرفا، فيجوز نحو: القوم إلّا زيد جاؤوا، أو غير متصرف فلا يجوز، نحو: القوم إلا زيدا في الدّار، وهو مذهب الأخفش (¬1).
قال الشيخ: ولم يسمع التقديم إلّا مع العامل المتصرف فينبغي الاقتصار عليه (¬2).
ومن شواهد التقديم قول ذي الرّمة:
1704 - معرّسا في بياض الصّبح وقعته ... وسائر الشّيء إلّا ذاك منجذب (¬3)
فاستثنى من الضّمير المستتر في (منجذب) و (منجذب) العامل فيه، وقول لبيد:
1705 - ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل (¬4)
فـ (ما خلا الله) استثناء من الضمير المستتر في (باطل) و (باطل) مسند إليه، عامل فيه (¬5). وأنشد المصنف قول ابن أبي الصّلت (¬6):
1706 - كلّ دين يوم القيامة عند اللّ ... هـ إلا دين الحنيفة بور (¬7)
وقول الآخر:
1707 - تعلم بأنّ الوفد إلّا عويمرا ... هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد (¬8)
-
¬__________
(¬1) لمراجعة المذاهب الثلاثة ورأي الأخفش، ينظر: التذييل والتكميل (3/ 570)، والهمع (1/ 226).
(¬2) ينظر: التذييل والتكميل (3/ 570، 571) والمساعد لابن عقيل (1/ 566).
(¬3) التعريس: النوم في آخر الليل، وقعته: نومته، أي مستمر، والبيت من البسيط، وهو في ديوان ذي الرمة (ص 7) برواية: وسائر الليل إلا ذاك منجذب. وجمهرة القرشي (ص 178)، والتذييل والتكميل (3/ 571).
(¬4) البيت من الطويل وتمامه:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
وهو في شرح ديوان لبيد (ص 256)، وشرح المفصل (2/ 78)، والهمع (1/ 3، 226)، وشرح التصريح (1/ 29).
(¬5) المرجع السابق الصفحة نفسها.
(¬6) نسبه الأستاذ عبد السّلام هارون في معجم الشواهد إلى عبد الله بن الزبعرى أو أمية بن أبي الصلت والبيت من الخفيف.
(¬7) الشاهد في تقديم المستثنى وهو (دين) على المستثنى منه وهو الضمير المستتر في (بور)، وعامله وهو (بور)، ينظر البيت في: ديوان أمية بن أبي الصلت (ص 180)، والهمع (1/ 226)، والدرر (1/ 193)، والتذييل والتكميل (3/ 571).
(¬8) البيت من الطويل ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه: كالذي قبله حيث تقدم المستثنى على المستثنى منه وهو الضمير، وعلى العامل فيه وهو (الكاذبون). ينظر: الهمع (2/ 44)، والدرر (2/ 52)، والتذييل والتكميل (3/ 572).

الصفحة 2162