كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد نقل غير المصنف أنّ (حشى) جاءت للاستثناء حاش (¬1)، وأنشد عليه:
1746 - حشى رهط النّبيّ فإن منهم ... بحورا لا تكدّرها الدّلاء (¬2)
وأشار المصنف بقوله: وربّما قيل: (ما حاشا) إلى ما روي من قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
«أسامة أحبّ الناس إليّ ما حاشا فاطمة» (¬3) وأنشد الشيخ على ذلك (¬4):
1747 - رأيت الناس ما حاشا قريشا ... فإنّا نحن أفضلهم فعالا (¬5)
وأشار المصنّف أيضا بقوله: وليس (أحاشي) مضارع (حاشا) المستثنى بها إلى أنّ المبرد استدلّ على فعلية (حاشا) (¬6) التي هي أداة الاستثناء بقول النابغة:
1748 - ولا أرى فاعلا في النّاس يشبهه ... وما أحاش من الأقوام من أحد (¬7)
قال المصنف: وهذا منه غلط؛ لأنّ (حاشا) إذا كانت فعلا، وقصد بها الاستثناء، فهي واقعة موقع (إلّا) ومؤدية معناها، فلا تتصرف، كما لا تتصرف -
¬__________
(¬1) في التذييل والتكميل (3/ 639): «يعني في التي تستعمل للتنزيه والبراءة من السوء ولا يحفظ (حاش) في المستثنى بها، وحفظ حاشا». اه.
(¬2) البيت من الوافر، ولم أهتد إلى قائله. رهط الرجل: أهله، والدلاء: جمع دلو.
والشاهد: في استعمال (حاشا) المحذوفة والألف الأولى للاستثناء. ينظر: المقرب (1/ 172). اللسان مادة (حشا).
(¬3) أخرجه ابن حنبل (2/ 96، 106، 107).
(¬4) نسب في العيني (3/ 136)، وشواهد المغني (ص 127) إلى الأخطل، وليس في ديوانه.
(¬5) البيت من بحر الوافر.
الشاهد في قوله: «ما حاشا»؛ حيث دخلت (ما) على (حاشا) وهو قليل، عند بعض العلماء، شاذ عند غيرهم، كسيبويه، وأكثر النحويين. ينظر: الهمع (1/ 233)، والغرة لابن الدهان (2/ 190)، والخزانة (2/ 36)، والتصريح (1/ 365)، والأشموني (2/ 165)، والمساعد لابن عقيل (1/ 586).
(¬6) في المساعد لابن عقيل (1/ 586): «خلافا للمبرّد في استدلاله على فعلية (حاشا) في الاشتقاق، بتصريف الفعل نحو: حاشيت زيدا، أحاشيه؛ لأنّ حاشيت مشتق من حاشا حرف الاستثناء، كما اشتق سوفت من سوف». اه.
(¬7) استدل المبرد بقوله: لا أحاش، على فعلية حاشا الاستثنائية، ورد ذلك عليه.
ينظر: ديوان النابغة (ص 33)، الإنصاف (161)، وشرح المفصل (2/ 85)، والغرة لابن الدهان (2/ 190)، وشرح الجمل لابن العريف (109 / أ)، وابن القواس (ص 397)، والمغني (ص 121)، والخزانة (2/ 44)، والهمع (1/ 233)، والدرر (1/ 198)، والأشموني (2/ 167) والبيت من البسيط.

الصفحة 2210