كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(عدا) و (خلا) و (ليس) و (لا يكون) بل هي أحقّ بمنع الصّرف؛ لأنّ فيها مع مساواتها (إلّا) - وقع شبيهها بـ (حاش) الحرفية لفظا ومعنى، وأمّا (أحاشي) فمضارع (حاشيت) بمعنى استثنيت، وهو فعل متصرف مشتقّ من لفظ (حاش) المستثنى بها، كما اشتقّ (سوفت) من لفظ (سوف) و (لوليت) من لفظ (لولا) و (أنّهت) من لفظ (إنّها) وأمثال ذلك كثيرة (¬1).
وأشار أيضا بقوله: والنصب في: ما النّساء إلى ما روي من كلام العرب: «كلّ شيء مهمه ما النساء وذكرهنّ» (¬2)، ومعناه: كلّ شيء يستر، ما عدا النساء وذكرهنّ، فحذفوا (عدا) وأبقوا عملها (¬3).
قال المصنف: وزعم بعض الناس أنّ (ما) - هنا - بمعنى (إلا)، وليس بشيء (¬4) قال الشيخ: لأنّ (ما) لم يثبت لها قطّ معنى (إلّا) في لسان العرب بخلاف كونها مصدريّة (¬5)، قال: وإنّما أضمر [3/ 55] (عدا) لأنّها متفق على فعليتها،
بخلاف (خلا) و (حاشا) فكانت أولى، ونقل عن السهيليّ أنّ (ما) في هذا المثال المذكور بمعنى (ليس) أي: ليس النساء وذكرهنّ (¬6).
قال الشيخ: فهذا مذهب ثالث؛ لأنّها عنده نافية، ليست مصدريّة، ولا بمعنى (إلا) (¬7).
¬__________
(¬1) شرح المصنف (2/ 309).
(¬2) ذكره الميداني في مجمع الأمثال (2/ 132) برواية «كل شيء مهمه ما خلا النساء وذكرهن»، وينظر اللسان مادة «مهمه» في اللسان: مههت: لنت، ومهّ الإبل: رفق بها، وسير مهه ومهادة:
رفيق، والمهة: الطراوة والنضارة.
(¬3) في المساعد لابن عقيل (1/ 586): «فالتقدير: ما عدا النساء، فحذف الفعل الواقع صلة (ما) وبقي معموله، كما حذف الفعل الواقع صلة أن من قول من قال: «أما أنت منطلقا انطلقت». اه.
تحقيق د/ بركات. قال الجوهري والأحمر والفراء: «يقال في المثل: كلّ شيء مهه ما النساء وذكرهن، أي: أنّ الرجل يحتمل كلّ شيء حتّى يأتي ذكر حرمه، فيمتعض حينئذ فلا يحتمله، قال: وقوله (مهه): أي: يسير، ويقال أيضا: مهاة، أي: حسن، ونصب النساء على الاستثناء، أي: ما خلا النساء، وإنما أظهروا التضعيف في (مهه) فرقا بين فعل، وفعل. اه.
(¬4) شرح المصنف (2/ 310).
(¬5) أي: وهو ثابت في كلام العرب، ينظر: التذييل والتكميل (3/ 642).
(¬6) شرح المصنف (2/ 310).
(¬7) المرجع قبل السابق الصفحة نفسها.