كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)

[ما يستعمل استعمال خمسة عشر من الظروف والأحوال]
قال ابن مالك: (فصل: استعمل كخمسة عشر ظروف، كيوم يوم، وصباح مساء، وبين بين، وأحوال أصلها العطف كـ: تفرقوا شغر بغر وشذر مذر (¬1)، وجذع مذع (¬2)، وأخول أخول، وتركت البلاد حيث بيث (¬3)، وهو جاري بيت بيت، ولقيته كفة كفة، وأخبرته صحرة بحرة، وأحوال أصلها الإضافة كـ: بادي بدا، أو بادي بدي، وأيدي سبا، وأيادي سبا، وقد يجرّ بالإضافة الثاني من مركّب الظروف، ومن «بيت» وتالييه ويتعيّن ذلك للخلوّ من الظرفية، وقد يقال: بادئ بدء، وبادي بداء وبديء، أو بدء، وبدء ذي بدء، أو ذي بدأة أو ذي بداءة، وقد يقال: سبا بالتنوين، وحاث باث وحوثا بوثا، وكفّة عن كفّة، وألحق بهذا: وقعوا في حيص بيص، وحيص بيص والخاز باز).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (¬4): قد تقدّم في باب الظروف (¬5) أنّ من الظروف التي لا تتصرّف ما ركّب تركيب خمسة عشر كقولك: فلان يتعهّدنا يوم يوم، وصباح مساء؛ أي كلّ يوم؛ وكلّ صباح ومساء، واستشهدت على ذلك بقول الشاعر:
1953 - ومن لا يصرف الواشين عنه ... صباح مساء يضنوه خبالا (¬6)
-
¬__________
(¬1) بفتح الشين والميم وبكسرهما، ومعناه: هبوا إلى كل الوجوه.
(¬2) في شرح التسهيل للدماميني (2/ 391) جذع: من قولهم: لحم مجذع، أي مقطع، ومذع من قولهم: مذع السر أفشاه.
(¬3) بفتح الحاء والباء، وبكسرهما، والمعنى: مضيعة مبددة.
(¬4) شرح التسهيل لابن مالك (2/ 414).
(¬5) في التذييل والتكميل (4/ 314): «هذا الفصل ليس من أبواب العدد في شيء إلا أنه استطرد إليه، من حيث جعل اسمين اسما واحدا مركّبا لخمسة عشر، وفي شرح المصنف: «ومن الظروف التي لا تتصرف ما ركب نحو خمسة عشر، كقولك: فلان يتعهدنا يوم يوم، وصباح مساء، أي كل يوم، وكل صباح ومساء فمثل هذا لا يستعمل إلا ظرفا ..». اه.
(¬6) البيت من الوافر، قائله: كعب بن زهير بن أبي سلمى الصحابي الجليل، وأحد فحول الشعراء المخضرمين. وهو في التذييل والتكميل (3/ 292)، والهمع (1/ 196)، وديوان كعب بن زهير (ص 201)، والدرر (1/ 167)، وشذور الذهب (ص 104).
والشاهد: في قوله: «صباح مساء»؛ حيث نصب على الظرفية وجوبا؛ لأنه مما لم يضف من مركب الأحيان، فلو أضيف صدره إلى عجزه جاز استعماله ظرفا، وغير ظرف.

الصفحة 2474