كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: وهو مذهب الكسائيّ والفرّاء (¬1)، وردّه بأنّ الأمر لو كان كذلك لقيل - في جواب من قال: كم مالك؟ - كمال زيد، كما يقال - في جواب من قال: كمن زيد؟ -: كبكر وهذا لا يقوله أحد (¬2). قال الشيخ: «ويجاب عن هذا بأنّ التركيب حدث معه معنى غير الذي كان لكلّ واحد منهما كما في: لولا، وهلّا» (¬3). انتهى.
وأقول: إنّ الاشتغال بإيراد مثل هذه الأشياء إضاعة للزمان، مع تسويد الأوراق، وتوجيه الذّهن إلى ما لا فائدة فيه،
ولا ينتج عنه شيء.
ومنها: أنّ بعضهم ذهب إلى أنّ (كم) حرف للتكثير في مقابلة (ربّ) الدالّة على التقليل (¬4). انتهى.
وأقول: الكلام في ذلك كالكلام فيما قبله.
ومنها: أنّ ظاهر قول المصنّف: ولا يحذف إلّا لدليل يشمل تمييز (كم) الاستفهامية والخبرية، قال: ونصّ بعض شيوخنا على أنّه لا يجوز حذف مميز الخبريّة معلّلا ذلك بأنّه لا يقتصر على المضاف، دون المضاف إليه، فكما لا يجوز: عندي ثلاثة، تريد: ثلاثة أبواب، لا تقول: (كم) وأنت تريد: كم غلمان؟ (¬5) قال:
وأجاز ابن عصفور ذلك (¬6) حتّى قال: ويحسن إذا كان ظرفا، نحو:
1967 - كم عمّة لك يا جرير وخالة (¬7)
في رواية من رفع (¬8).
قال (¬9): وأجاز صاحب البسيط أيضا ذلك (¬10) ومثّل بهذا البيت (¬11). -
¬__________
(¬1) ينظر: المرجع السابق الصفحة نفسها.
(¬2) في المرجع السابق (4/ 336). «فدلّ على فساد قوله».
(¬3) التذييل والتكميل (4/ 336).
(¬4) ذكر هذا الرأي صاحب البسيط، ينظر: التذييل والتكميل (4/ 338).
(¬5) ينظر في ذلك: التذييل والتكميل (4/ 340)، شرح التسهيل للمرادي (2/ 178 ب).
(¬6) أي: حذف تمييز (كم) الخبرية.
(¬7) سبق تحقيق هذا الشاهد قريبا.
(¬8) عبارة التذييل والتكميل (4/ 340، 341): «وقال صاحب البسيط وابن عصفور: يجوز حذف تمييز (كم) الخبرية إذا دل عليه الدليل، قال ابن عصفور: ويحسن إذا كان ظرفا نحو: «كم عمة لك يا جرير وخالة» في رواية من رفع». اه.
(¬9) أي: الشيخ أبو حيان.
(¬10) رأي حذف تمييز الخبرية.
(¬11)
كم عمة لك يا جرير وخالة
-