كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال آخر:
1987 - وكائن بالأباطح من صديق ... يراني إن أصبت هو المصابا (¬1)
لكنّ الأفصح اتّصال تمييزها بها، كما في القرآن العزيز.
السادس: ذكر الشيخ - في شرحه - أنّه كان ألّف كتابا في أحكام (كذا) سماه: كتاب الشّذا في أحكام كذا (¬2)، ثم قال: فأنا أسرد تلك الأحكام، وأذكر ما اخترناه منها (¬3). ثم إنه شرع في إيراد ذلك، وأنا أذكر منه ما تيسّر ملخّصا، قال: أمّا (كذا) فالكاف للتشبيه و (ذا) اسم إشارة، وقد يبقى كلّ منهما على موضوعه الأصليّ، وهو واضح ولا تركيب حينئذ - بل هما كلمتان مستقلتان بمعناهما، وإن أخرجت الكلمتان عن موضوعهما الأصلي، وركّبتا، وصارتا كلمة واحدة، فإنّ العرب استعملتهما كناية عن عدد، وعن غير عدد (¬4). فإن كانت -
¬__________
- ترجمته ورواية الديوان «يطعنهم شزرا» بدل «يضربهم هبرا».
اللغة: يضربهم هبرا: يقطع اللحم قطعا كبارا.
والشاهد في البيت: جواز الفصل بين (كائن) وتمييزها (من ابن سبيئة) بجملة (ترى فينا).
ينظر الشاهد بنصه في التذييل (4/ 420)، وديوان مسكين الدارمي (ص 46) طبعة بغداد سنة (1389 هـ/ 1970 م)، تحقيق: خليل إبراهيم العطية وعبد الله الجبوري.
(¬1) البيت من الوافر، وهو لجرير الشاعر الأموي المشهور، وهو من قصيدة بائية له في مدح الحجاج ابن يوسف، مطلعها:
سئمت من المواصلة العتابا ... وأمس الشيب قد ورث الشبابا
اللغة: الأباطح: جمع أبطح، وهو المتسع من الأرض، ويقصد هنا منشأه.
والشاهد في البيت: الفصل بين (كائن) وتمييزها (من صديق) بالجار والمجرور وهو قوله: (بالأباطح) وقد تناول النحاة هذا الشاهد في غير هذا الموضع، في موضوع (ضمير الفصل) كما في الدرر (1/ 46).
ينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (4/ 421)، والمقتصد في شرح الإيضاح (2/ 750) برواية «لو أصبت»، ومعاني القرآن للزجاج (1/ 489)، والدرر (2/ 92)، والأشموني (4/ 87)، وأمالي ابن الشجري (1/ 106).
(¬2)،
(¬3) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 423، 424).
(¬4) بين هذا الكلام وعبارة أبي حيان اختلاف كبير، ولذا يحسن إيراد عبارة أبي حيان بنصّها، قال في المرجع السابق (4/ 424): «أما الكاف فأصلها التشبيه، وذا أصلها أنها اسم اشارة للمفرد المذكر، فمتى أبقيت كل واحدة منهما على موضوعها الأصلي، فلا تركيب فيها، ولا يكون إذ ذاك كناية عن شيء وإن أخرجت عن موضوعها الأصلي فإنّ العرب استعملتها كناية عن عدد وعن غير عدد، وفي كلتا الحالتين تكون مركبة، ولذلك لا تثنى (ذا) ولا تجمع ولا تؤنث، ولا تتبع بتابع، لا نعت ولا عطف، -