كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
[اللغات فيهما]
قال ابن مالك: (وأصلهما «فعل» وقد يردان كذلك، أو بسكون العين، وفتح الفاء أو كسرها أو بكسرهما، وكذا كلّ ذي عين حلقيّة من «فعل» فعلا أو اسما، وقد تجعل العين الحلقية متبوعة الفاء في «فعيل»، وتابعتها في «فعل» وقد يتبع الثّاني الأول في مثل: نحو، ومحموم، وقد يقال في «بئس»: بيس).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فلان» إذا وصفت جوده، و «لؤم الرجل فلان»، إذا وصفت بخله، وليس كذلك (نعم)؛ لأنّ كلّ صفة مدح تدخل تحتها، ولا (بئس)؛ لأنّ كل صفة ذمّ تدخل تحتها.
قال ناظر الجيش: ذكر المصنّف أن فيهما أربع لغات (¬1): نعم، وبئس، وهي الأصل (¬2)، ونعم وبيس، بالتخفيف، ونعم وبئس بالإتباع، ونعم وبئس بالتخفيف بعد الإتباع، قال: وهذه اللغة أبعد من الأصل وأكثر في الاستعمال وحكى أبو علي (بيس) بياء ساكنة بعد فتحة وهو غريب (¬3) وأما اللغات المتقدمة فجائزة في كلّ ما كان من الأفعال أو الأسماء ثلاثيّا أوّله مفتوح، وثانيه حلقيّ مكسور فيقال في (شهد): شهد وشهد، وشهد، وكذا يقال في (فخذ): فخذ، وفخذ، وفخذ، قال الشاعر:
1995 - إذا غاب [عنّا] غاب عنّا ربيعنا ... وإن شهد أجدى خيره ونوافله (¬4)
-
¬__________
(¬1) شرح التسهيل لابن مالك (3/ 6).
(¬2) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 451) رسالة، وشرح الألفية للشاطبي (4/ 231) رسالة، وفي شرح فصول ابن معط (124) رسالة: «لأنه ليس في الأفعال الثلاثية ما أوسطه ساكن ولذلك اعتقد بعضهم اسميتها واسمية ليس». اه.
(¬3) في الحجة لأبي علي الفارسي (1/ 67) الهيئة العامة للكتاب (1403 هـ) قالوا: «بيس» فلم يحقق الهمزة، وأقر مع ذلك كسرة الياء فيها، كما كان يكسرها لو حقق الهمزة أفلا ترى أنه جعل حكم الحرف المغير حكمه قبل أن يغيره. اه. وينظر أيضا: المساعد لابن عقيل (2/ 122)، وشرح التسهيل للمرادي (182 / أ)، وشرح المصنف (3/ 6)، وشرح فصول ابن معط (ص 124، 125) رسالة.
(¬4) هذا البيت من الطويل وقائله الأخطل التغلبيّ، غياث بن غوث الشاعر الأموي المشهور قاله في مدح بشر بن مروان بن الحكم.
اللغة: أجدى: أفاد وأغنى، نوافله: جمع نافلة وهي الزيادة.
والمعنى: غيبته عنا وبعده كغيبة الربيع الذي يحيا به الناس وإن حضر أغنى بما يتفضل به من خير وزيادة عطاء.
والشاهد في البيت: إسكان الهاء من (شهد) تخفيفا مع جواز الأوجه الأربعة. ينظر الشاهد في:
الكتاب (4/ 116)، وابن السيرافي (2/ 94)، والأعلم (2/ 258)، والهمع (2/ 84)، والدرر -