كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

2025 - لبئس المرء قد ملئ ارتياعا ... ويأبى أن يراعي ما يراعى (¬1)
وجاز هذا في المبتدأ، كما جاز في غيره من المبتدآت، كقول الشّاعر:
2026 - وما الدّهر إلّا تارتان فمنهما ... أموت، وأخرى أبتغي العيش أكدح (¬2)
وكما جاز في المضاف إليه، كقول الشّاعر:
2027 - لكم مسجدا الله المزوران والحصى ... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا (¬3)
والتقدير: لبئس المرء امرأ قد ملئ ارتياعا، فحذف الموصوف وأقيمت صفته مقامه، وكذا فعل في البيت الثاني، والثالث، والأصل: فمنهما تارة أموت فيها، وما بين من أثرى، ومن أقتر، فحذفت (من) وهي نكرة موصوفة، مضاف إليها، وأقيمت الصفة مقامها، وقد يحذف الموصوف وصفته ويبقى ما يتعلق بهما، كقوله:
2028 - بئس مقام الشيخ أمرس أمرس ... إمّا على قعو، وإمّا اقعنسس (¬4)
-
¬__________
(¬1) هذا البيت من الوافر، ولم أعرف قائله.
والشاهد فيه: قوله: «لبئس المرء قد ملئ ارتياعا»؛ حيث حذف المخصوص وقامت صفته مقامه، وذلك قليل؛ لأن الفاعل ليس (ما) والتقدير: لبئس المرء مرء قد ملئ ارتياعا.
ينظر الشاهد في التذييل والتكميل (4/ 840)، ومنهج السالك (ص 395).
(¬2) البيت من الطويل، وقائله تميم بن أبيّ بن مقبل بن عوف، شاعر مخضرم، وعمّر حتى بلغ مائة وعشرين عاما، تنظر ترجمته في الخزانة (1/ 231) طبعة الهيئة العامة للكتاب (1979 م).
اللغة: تارتان: مرّتان، يريد أنّ الإنسان بين حالتين، وكلتاهما فيها له أذى، وعليه مشقة، أكدح: أكتسب.
والشاهد في البيت: قوله: «فمنهما أموت»؛ حيث حذف الموصوف والتقدير: فمنهما تارة أموت.
ينظر الشاهد في: الكتاب (2/ 346)، والمقتضب (2/ 136)، ومعاني الفراء (2/ 323)، والكامل (2/ 127)، وديوان تميم (ص 24) تحقيق د/ عزة حسن طبعة دمشق (1381 هـ/ 1962 م).
(¬3) البيت من الطويل، وقائله الكميت. ينظر ديوانه (1/ 192).
اللغة: القبص: المراد به هنا العدد الكثير. الشاهد: حذف (من) وهي نكرة موصوفة في قوله: «أثرى وأقترا» وأصله: من أثرى، ومن أقتر، على ما ذكره الشارح.
ينظر الشاهد في: المثلث لابن السيد البطليوسي. تحقيق د/ صلاح مهدي الفرطوسي (2/ 362) طبعة دار الرشيد للنشر. العراق (1401 هـ/ 1981 م) الصحاح «قبص» واللسان «قبص»، وإصلاح المنطق (397).
(¬4) هذا رجز لم ينسب لقائل، اللغة: أمرس أمرس في مجمع الأمثال (1/ 97): يقال: مرس الحبل يمرس إذا وقع في أحد جانبي البكرة. فإذا أعدته إلى مجراه قلت: أمرسته. وتقدير الكلام:
بئس مقام الشيخ المقام الذي يقال له فيه: أمرس، وهو أن يعجز عن الاستسقاء لضعفه، ويضرب بذلك المثل لمن يحوجه الأمر إلى ما لا طاقة له به. اقعنسس: تأخّر ورجع إلى الخلف، والاقعنساس -

الصفحة 2569