كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاستفتاحية، قبل (ليت) و (ربّ) كقول الشّاعر:
2046 - ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل (¬1)
وكقول الآخر:
2047 - يا ليت شعري هل يقضى انقضاء نوى ... فيجمع الله بين الرّوح والجسد (¬2)
وكقول امرئ القيس:
2048 - ألا ربّ يوم صالح لك منهما ... ولا سيّما يوم بدارة جلجل (¬3)
وكقول امرئ القيس أيضا:
2049 - فيا ربّ مكروب كررت وراءه ... وطاعنت عنه الخيل حتّى تنفّسا (¬4)
وذهب قوم إلى أنّ (حبّ) حين ضمّ إليها (ذا) نزّل منها منزلة حرف زائد، في الفعل، وصار المجموع فعلا مقتصرا على فاعل، فجعل المخصوص فاعلا، فإذا -
¬__________
(¬1) هذا البيت من الطويل، وتمثل به سيدنا بلال رضي الله عنه لمدح الرسول - عليه الصلاة والسّلام - نسب في:
الحماسة البصرية (2/ 131) لبلال بن حمامة.
اللغة: الإذخر: نبات طيب الرائحة، الجليل: الثمام، وهو نبت ضعيف، يحشى به متاع البيوت.
والشاهد في البيت: قوله: «ألا ليت»؛ حيث وقعت (ألا) للتنبيه، والاستفتاح، قبل (ليت) كما هنا، وتكثر معاقبة (يا) التي للنداء، لـ (ألا) فتكون (يا) للتنبيه أيضا.
ينظر الشاهد في: التعازي والمراثي للمبرد (ص 267)، واللسان «فج»، وشرح المصنف (3/ 25) والتذييل والتكميل (4/ 574).
(¬2) هذا البيت من البسيط ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه: قوله: «يا ليت»؛ حيث قصد بـ (يا) التنبيه دون قصد النداء، لدخولها على (ليت) في كلام من لا يحضره منادى، ولم يقصد النداء.
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (3/ 26)، والتذييل والتكميل (4/ 574).
(¬3) سبق تخريج هذا البيت.
(¬4) هذا البيت من الطويل، وهو من معلقة امرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر الجاهلي المشهور، من أهل نجد، ومن الطبقة الأولى، تنظر ترجمته في الشعر والشعراء (1/ 111) والبيت في ديوانه (ص 117)، قالها لما أصيب بالقروح.
والشاهد في البيت: قوله: «فيا رب»؛ حيث دخل (يا) على (ربّ) وقصد بها التنبيه دون النداء.
ينظر الشاهد في: شرح التذييل والتكميل (4/ 574)، (1/ 138)، وشعراء النصرانية قبل الإسلام (ص 33).