كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد يكون قبل مخصوص (حبّذا) أو بعده تمييز مطابق أو حال: فأمّا التمييز فكثير متفق على استعماله مطابقا للمخصوص، فيما له من إفراد وتذكير، وفروعهما، كقولك: حبّذا رجلا الحارث، و: حبّذا غلامين ابناك و: حبّذا رجالا الزيدون، و: حبّذا امرأة هند، و: حبّذا جاريتين ابنتاهما، و: حبّذا نسوة الفواطم، فهذه أمثلة تقديم التمييز على المخصوص، فإذا قدّم عليه المخصوص وأخّر في كلّ واحد من الأمثلة المذكورة فهو سهل يسير، واستعماله كثير، إلّا أنّ الأوّل أولى وأكثر (¬1).
فمن تقديم التمييز على المخصوص قول الشّاعر:
2052 - ألا حبّذا قوما سليم فإنّهم ... وفوا إذ تواصوا بالإعانة والنّصر (¬2)
ومن تأخير التمييز على المخصوص قول رجل من طيئ:
2053 - حبّذا الصّبر شيمة لامرئ ... رام مباراة مولع بالمعالي (¬3)
وقد يقع موقع هذا التمييز حال كقولك: حبّذا زيد مقصودا وقاصدا، ولا حبّذا عمرو صادرا ولا واردا، ومنه قول الشاعر:
2054 - يا حبّذا المال مبذولا بلا سرف ... في أوجه البرّ إسرارا وإعلانا (¬4)
-
¬__________
(¬1) ينظر: شرح المصنف (3/ 27).
(¬2) هذا البيت من الطويل ولم ينسب لقائل معين، وروي «الصبر» بدل «النصر».
والشاهد في البيت: قوله: «حبذا قوما سليم»، قال في الدرر: «استشهد به على أنه يجوز أن يكون قبل المخصوص نكرة، منصوبة مطابقة و (قوما) في البيت منصوب على التمييز. وكان حقه أن يتأخر عن سليم والكوفيون يجيزون ذلك، ووافقهم المازني والمبرد وابن مالك، وأما البصريون فذلك عندهم ضرورة». اه.
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (3/ 28)، والتذييل والتكميل (4/ 583)، والهمع (2/ 89)، والدرر (2/ 117).
(¬3) هذا البيت من الخفيف، وقائله رجل من طيئ لم يبين اسمه.
والشاهد في البيت: قوله: «حبذا الصبر شيمة» استشهد به على مجيء (شيمة) منصوبا على التمييز بعد المخصوص، وهذا التمييز نكرة مطابقة لهذا المخصوص.
ينظر الشاهد في شرح المصنف (3/ 28)، والتذييل والتكميل (4/ 584)، وشرح التصريح (2/ 100)، والهمع (2/ 89)، والدرر (2/ 117).
(¬4) البيت من البسيط، ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه: قوله: «يا حبذا المال مبذولا»؛ فقد جاء الحال من مخصوص (حبذا).
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (3/ 28)، والتذييل والتكميل (4/ 586).

الصفحة 2595