كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأزهرت: صارت ذات ورق، وزهر، وثمر (¬1)، وإذا كانت عين «أفعل» المتعجّب به ياء، أو واوا، وجب تصحيحها نحو: ما أبين الحقّ، وأنوره، وأصله الإعلال لكن صحح؛ حملا على «أفعل» التفضيل، كما حمل هو على المتعجّب به في امتناع التأنيث والتثنية والجمع؛ فإنهما يتناسبان وزنا ومعنى، فأتبع أحدهما الآخر فيما هو أصل فيه كما أجري اسم الفاعل مجرى المضارع في العمل، وأجري المضارع، مجرى اسم الفاعل في الإعراب، وكما أجري: الحسن الوجه على: الضارب الرجل في النصب، والضارب الرجل على: الحسن الوجه في الجرّ، وحمل أفعل المتعجّب به، على أخيه، فقيل: أبين بالحقّ وأنور به، كما قيل: ما أبينه، وما أنوره.
ولزم فكّ «أفعل» المضاعف نحو: أجلل به، وأعزز؛ لأنّ سبب الإدغام في هذا النوع إنّما هو تلاقي المثلين، متّصلين، متحركين، تحركا غير عارض، أو ساكنا أحدهما سكونا غير لازم، كسكون «أجلل» إذا لم يكن تعجبا؛ لأنه معرض للحركة في نحو: أجلل الله، وأجلّاه وأجلّوه، وأجلّيه؛ فلذلك لم يجب فكّ «أفعل» إذا لم يكن تعجبا، ووجب إذا كان إياه، ولشبه «أفعل» المتعجب به بـ «أفعل» التفضيل أقدم على تصغيره بعض العرب فقال:
2079 - يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا ... من هؤليّائكنّ الضّالّ والسمر (¬2)
-
¬__________
(¬1) ينظر: شرح المصنف (3/ 39)، وكذلك التذييل والتكميل (4/ 637) وفيه: (وهذا الذي ذكره مذهب البصريين) اهـ.
وينظر أيضا: شرح التسهيل للمرادي (190 / أ)، وتعليق الفرائد للدماميني (2/ 238).
(¬2) هذا البيت من البسيط، وقائله: عبد الله بن عمر بن عثمان المشهور بالعرجي الشاعر، ووسمى بالعرجي بماء له يقال: له العرج، نحو الطائف. تنظر ترجمته في: القاموس المحيط «عرج»، ومقدمة ديوانه (ص 6)، ونسب أيضا لقيس المجنون، ولذي الرمة، وللحسين بن عبد الله، وفي الدرر (1/ 49): قائله كامل الثقفي.
اللغة: يا: حرف نداء، والمنادى محذوف، أي: صاحبي ونحوه، ما أميلح: وأصله: ما أملح فصغر وهو من الملاحة أي: البهجة، وحسن المنظر، غزلانا: جمع غزال، وهو ولد الظبية، شدن: من شدن الظبي، أي قوي، وطلع قرناه، لنا: صفة ثانية للغزال، والضال: شجر السدر البري، والسمر: شجر الطلح بحاء مهملة والشاهد فيه هنا قوله: «يا ما أميلح»؛ حيث استشهد به على تصغير «أفعل» في التعجب، لشبهه بـ «أفعل» التفضيل، وهو شاهد الكوفيين، غير الكسائي على اسمية فعل التعجب.
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (3/ 40)، والتذييل والتكميل (4/ 640)، وشرح المفصل لابن يعيش (1/ 61)، (3/ 134)، والأشموني (3/ 18)، والهمع (1/ 76)، والدرر (1/ 49)، وهو في -

الصفحة 2629