كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
«لله درّ بني مجاشع، وروي: لله درّ بني سليم؛ ما أحسن في الهيجاء لقاءها، وأحسن في اللزبات عطاءها وروي: وأثبت في المكرمات بقاءها» (¬1).
ومن النظم قول بعض الصحابة - رضي الله تعالى عنهم -:
2080 - وقال نبيّ المسلمين تقدّموا ... وأحبب إلينا أن يكون المقدّما (¬2)
وقول الآخر:
2081 - أقيم بدار الحزم ما دام حزمها ... وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا (¬3)
قول الآخر:
2082 - فصدّت وقالت بل تريد فضيحتي ... وأحبب إلى قلبي بها متغضّبا (¬4)
وقول الآخر:
2083 - خليليّ ما أحرى بذي اللّبّ أن يرى ... صبورا ولكن لا سبيل إلى الصّبر (¬5)
-
¬__________
(¬1) الهيجا - بمد وقصر -: الحرب، واللزبات: جمع لزبة: الشدة والقحط، والمكرمات: جمع مكرمة: الكرم، والشاهد هنا: الفصل بالجار والمجرور بين فعل التعجب ومعموله.
ينظر هذا القول في: منهج السالك (ص 381)، وتوضيح المقاصد والمسالك (3/ 72)، والتذييل والتكميل (4/ 649)، وشرح الكافية
الشافية لابن مالك (2/ 1097) رسالة.
(¬2) سبق تخريجه قريبا أول الباب.
والشاهد فيه هنا: الفصل بالجار والمجرور بين فعل التعجب «أحبب» ومعموله «أن يكون».
(¬3) البيت من الطويل، وقائله أوس بن حجر، وهو في ديوانه (ص 83) وحماسة البحتري (ص 120).
اللغة: دار الحزم: الدار التي تعتبر الإقامة فيها حزما، أحر: أجدر، حالت: تغيرت.
والمعنى: أقيم بالمكان الذي يكون الإنسان فيه معززا مكرما، والإقامة فيه دليل الحزم، وحسن التصرف فإذا تغيّرت الحال فالأولى أن أتحول.
والشاهد في البيت قوله: «وأحر»؛ حيث فصل بينه وبين فاعله بالظرف وهو «إذا حالت».
وينظر الشاهد أيضا في: التذييل والتكميل (4/ 650)، ومنهج السالك (ص 381)، وشرح ابن الناظم (ص 181)، والأشموني (3/ 24).
(¬4) هذا البيت من بحر الطويل: وقائله عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور توفي (93 هـ) والبيت في ديوانه (ص 21).
والشاهد في البيت قوله: «وأجبب»؛ حيث فصل بينه وبين فاعله بها بالجار والمجرور، وهو «إلى قلبي».
وينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (4/ 650)، ومنهج السالك (ص 381).
(¬5) هذا البيت من الطويل، وقال العينى: احتج به الجرمي وغيره، ولم يذكر أحد منهم قائله ولم أهتد إلى معرفته. -

الصفحة 2631