كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشهور والمنصور (¬1)، هكذا قال الأستاذ أبو عليّ، وهو المنتهى إليه في هذا الفنّ (¬2).
وقال السيرافيّ - في قول سيبويه: ولا نزيل شيئا عن موضعه (¬3) -: إنّما أراد بذلك أن تقدّم «ما» وتوليها الفعل، ويكون الاسم المتعجّب منه بعد الفعل، ولم يتعرض للفصل بين الفعل والمتعجب منه، وكثير من أصحابنا يجيز ذلك، منهم الجرميّ، وكثير منهم يأباه، منهم الأخفش والمبرّد (¬4)، وقال الزمخشريّ - بعد أن حكم بمنع الفصل -: وقد أجاز الجرميّ، وغيره من أصحابنا الفصل وينصرهم قول القائل:
ما أحسن بالرجل أن يصدق، ومن العجب اعترافه بنصرهم، والتنبيه على بعض حججهم، بعد أن خالفهم بلا دليل (¬5)، ولما كان فعل التعّجب مسلوب الدلالة على المضيّ، وكان المتعجب منه صالحا للمضيّ أجازوا زيادة «كان»
إشعارا بذلك عند قصده، نحو: ما كان أحسن زيدا (¬6)، وكقول بعض مدّاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
2085 - ما كان أسعد من أجابك آخذا ... بهداك مجتنبا هوى وعنادا (¬7)
-
¬__________
(¬1) في التبصرة والتذكرة للصيمري (1/ 268): (ولا يجوز الفصل بين فعل التعجب، وبين ما عمل فيه عند سيبويه؛ لأن فعل التعجب لا يتصرف فيه) اهـ.
(¬2) ينظر: شرح الكافية الشافية (2/ 1098) وفيه: (وهكذا قال الأستاذ أبو علي، وهو المنتهى في المعرفة بهذا الفنّ، نقلا وفهما) اهـ.
وفي شرح المقدمة الجزولية (2/ 892) نحو: قال الشلوبين: (الجملة التعجبية تجري مجرى الأمثال، ولا يتصرف فيها بتقديم ولا بتأخير، فلا يقال: ما زيدا أحسن، ولا زيدا ما أحسن، واختلفوا في الفصل وأجازه بعضهم، قال سيبويه: والصواب جوازه بالإجماع، والصيمري نسب امتناع ذلك إلى سيبويه، ولا يصح) اهـ.
(¬3) ينظر: الكتاب (1/ 73) ط. هارون.
(¬4) ينظر: شرح السيرافي (2/ 429، 430)، رسالة دكتوراه، إعداد: دردير أبو السعود، والبهجة المرضية (ص 309)، والنص بتمامه في شرح الكافية (2/ 1098)، وينظر: التذييل والتكميل (4/ 653).
(¬5) النص بتمامه في شرح الكافية (3/ 1098)، وعبارة المفصل (ص 277): (وقد أجاز الجرمي الفصل وغيره من أصحابنا) اه. وينظر: شرح المصنف (2/ 145).
(¬6) ينظر: شرح الكافية (2/ 1099) وفي الكتاب (1/ 73): (وتقول: ما كان أحسن زيدا، فتذكر «كان» لتدل أنه فيما مضى) اه. والتذييل والتكميل (4/ 653).
(¬7) هذا البيت من الكامل، وقائله عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، كما في العيني (3/ 663).
والشاهد فيه: زيادة «كان» بين «ما» وفعل التعجب للدلالة على أنه فيما مضى، كما ذكره الشارح.
ينظر: شرح المصنف (3/ 43)، وشرح الكافية (2/ 1099)، وشرح العمدة (ص 70)، والأشموني (3/ 25).

الصفحة 2633