كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على خطأ من يقول من «الكلب»: ما أكلبه، ومن «الحمار»: ما أحمره، ومن «الجلف» (¬1): ما أجلفه، وربما يكون من «الجلد»: ما أجلده. وقيد بكونه ثلاثيّا ليعلم امتناع بنائه من ذي أصول أربعة، مجردا كان كـ: «دحرج»، أو غير مجرّد كـ: «ابرنشق». وقيد كون الثلاثي مجردا، تنبيها على أنّ حقه ألّا يبنى من ثلاثيّ مزيد فيه كـ: «علّم» و «تعلّم»، و «قارب»، و «اقترب». وقيّد بكونه فعلا تامّا تنبيها على أنّه لا يبنى من فعل ناقص كـ: «كان»، و «ظلّ» و «كرب»، و «كاد» (¬2). وقيّد بكونه مثبتا تنبيها على أنّه لا يبنى من فعل مقصود نفيه لزوما، كـ: «لم يعج»، وجوازا، كـ: «لم يعج» (¬3). وقيد بالتصرف تنبيها على امتناع بنائه من «يذر» و «يدع» ونحوهما. وقيد بقبول معناه للكثرة تنبيها على امتناع بنائه من «حدث»، «وفني» ونحوهما (¬4). وقيد بكونه غير مبنيّ للمفعول تنبيها على أنّ حقّه أن يبنى من فعل الفاعل لا من فعل المفعول، كـ: «علم» (¬5). وقيد -
¬__________
(¬1) في المصباح المنير: الجلف: العربي الجافي، وقيل: الدنّ الفارغ، وقيل غير ذلك، والحمار: هو الحيوان المعروف، وما أحمره: بمعنى: ما أبلده، وما أجلفه: ما أجفاه.
(¬2) في التذييل والتكميل: (4/ 671): (وأما كون الفعل المصوغ منه «أفعل» و «أفعل» ثلاثيّا فاحتراز من أن يكون رباعيّا أصلا، أو مزيدا نحو: دحرج وتدحرج، فإنه لا يمكن منه بناء «أفعل» و «أفعل» لهدم بنيته، ولزوم حذف بعض أصوله، وأما كونه مجردا فاحتراز من أن يكون غير مجرد، وأما كونه تامّا فاحتراز من أن يكون ثلاثيّا مجردا غير تام، نحو «كان» الناقصة، و «ظلّ، وكرب، وكاد»، ونحوهن من أخوات «كان»، وهذا الشرط ذهب إليه الجمهور، وأجاز بناءه من «كان» الناقصة بعضهم، قال أبو بكر بن الأنباري: وتقول: كان عبد الله قائما، فإذا تعجبت منه قلت: ما أكون عبد الله قائما) اهـ.
وينظر: شرح فصول ابن معط (ص 136) رسالة.
(¬3) في التذييل والتكميل (4/ 673): (وأما كونه مثبتا فاحتراز من أن يكون منفيّا)؛ لأنه لا يتعجب منه؛ لأن فعل التعجب مثبت فمحال أن يبنى من المنفي) اهـ.
في المرجع السابق (4/ 674): (وأما كونه متصرفا فاحتراز مما لا يتصرف، نحو: يذر، ويدع، ونحوهما، فإنه لا يجوز أن يصاغ منه؛ لأنها إذا بني منه كان تصرفا فيه، والغرض أنه غير متصرف) اهـ.
(¬4) وفي التذييل والتكميل (4/ 674): (وأما كون معناه قابلا للكثرة فاشترطه الفراء وهو صحيح، واحتراز من الأفعال التي لا تقبل الزيادة، نحو: مات وفني وحدث، فلا تقول: ما أموت، ولا: أموت به، وقد شذّ من الألفاظ الثابتة التي لا يقبل معناها الزيادة قولهم: ما أحسنه، وما أقبحه، وما أكثره، وما أطوله، وما أهوجه، وما أشنعه، وما أجمعه) اهـ.
(¬5) في التذييل والتكميل (4/ 676): (وأما كونه غير مبني للمفعول فلأنه لا يجوز: ما أضرب -

الصفحة 2639