كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لا يستعمل إلّا مقرونا بحرف أو بحرف النهي أو الدّعاء، نحو: ما زال؛ ففيه خلاف، أجاز البغداديون: ما أحسن ما ليس يذكرك زيد، وما أحسن ما لا يزال يذكرك زيد، وتابعهم ابن السرّاج، يقول ابن السراج (¬1): كما جاز لك ذلك في «كان» ولكن يجوز: ما أحسن ما ليس يذكرك زيد: وما أحسن ما لا يزال يذكرنا زيد، وهذا مذهب البغداديين (¬2).
قال الشيخ: ويقوي ذلك في «ليس» أنها قد وقعت صلة لـ «ما» المصدريّة، قال:
2088 - ... بما لستما أهل الخيانة والغدر (¬3)
ويقوّي ذلك في «لا يزال» أنّ صورته صورة النّفي، وهو موجب من حيث المعنى، فكأن «ما» المصدرية إنّما دخلت على موجب، لا على منفيّ، قال: فإن كان الفعل «نعم، وبئس»، وغيرهما، ممّا لا يتصرف فلا يقع صلة «ما» ولا لـ «أن» (¬4).
ومنها: أنّ ما شذّوا فيه فقالوا: ما أفعله، نحو: ما أملأ هذه القربة! وما أمكنه عند الملك! لا يجوز أن يبنى منه «لفعل» مرادا به التعجب، فلا يقال: لملؤت القربة، ولا: لمكن زيد، وذلك أنّ «أفعل» في التعجّب، قليلة الاستعمال، فلم يجز استعمالها، إلا حيث يستعمل «ما أفعله» بقياس (¬5). -
¬__________
(¬1) و (¬2) ينظر مذهب البغداديين في: التذييل والتكميل (4/ 696)، ومنهج السالك (ص 379)، وشرح التسهيل للمرادي (192 / ب)، والمساعد لابن عقيل (2/ 165).
وفي الأصول لابن السراج (1/ 65): (ولا يجوز: ما أحسن ما ليس زيدا، ولا: ما أحسن ما زال زيدا، كما جاز ذلك في «كان»، ولكن يجوز: ما أحسن ما ليس يذكر زيد، وما أحسن ما لا يزال يذكرنا زيد، وهذا مذهب البغداديين) اه.
(¬3) هذا عجز بيت من الطويل، ولم يسم قائله، وهو بتمامه:
أليس أميري في الأمور بأنتما ... بما لستما أهل الخيانة والغدر
اللغة والإعراب: قال السيوطي في شرح شواهد المغني (ص 717): والباء في «بأنتما» زائدة، وقوله: «بما لستما» ما: موصول حرفي، ووصلت بـ «ليس» ندورا، وقيل: إنها موصول اسمي، والعائد محذوف.
والشاهد في البيت: وقوع «ليس» صلة لـ «ما» في قوله: «بما لستما».
ينظر الشاهد في منهج السالك (ص 379)، ومغني اللبيب، بحاشية الأمير (2/ 7).
(¬4) تنظر أقوال الشيخ أبي حيان هذه في: التذييل والتكميل (4/ 696)، ومنهج السالك (ص 379)، وشرح التسهيل للمرادي (192 / ب).
(¬5) هذا هو كلام الشيخ أبي حيان في التذييل والتكميل (4/ 699).

الصفحة 2652