كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صحيحا لأنّه مؤنث «أصغر» و «أكبر» المقصود بهما التفضيل وإنّما أنّث «أصغر» بمعنى صغير، و «أكبر» بمعنى كبير (¬1) انتهى كلام المصنف - رحمه الله تعالى -.
ثم هنا أبحاث:
الأول:
أنّ الشيخ قال في القسمين اللّذين ذكرهما المصنّف - في المضاف إلى معرفة - وهما: أن يراد مطلق التفضيل، فلا
ينوى بعده «من» نحو: يوسف أحسن إخوته، وأن يؤول بما لا تفضيل فيه، نحو: زيد أعلم المدينة؛ أنّ فيهما خلافا.
قال: فأما الأول فمذهب البصريين، أنّ أفعل التفضيل متى أضيف إلى معرفة، فإنّه لا بدّ أن تكون ببعض ما أضيف إليه، ولا يجوز عندهم: يوسف أفضل إخوته، وأجاز ذلك الكوفيون؛ لأنه - عندهم - على معنى: من إخوته، كما قالوا في زيد أفضل القوم: إنّه على تقدير: من القوم، وإنه لا يتعرف (¬2) وقد جاء قول القائل:
2128 - يا خير إخوانه، وأعطفهم ... عليهم راضيا وغضبانا (¬3)
وقال جماعة منهم الزمخشريّ - هذا جائز، على أنّ أفعل - هنا - كقولك: -
¬__________
- ينظر الشاهد في: ديوان أبي نواس (ص 454) تحقيق أحمد الغزالي، مطبعة الكتاب العربي، ودرة الغواص (ص 59)، والتوطئة (ص 306)، والأشموني (3/ 48، 52).
(¬1) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 739، 740)، وفي شرح التصريح (2/ 102): (إنه لحن حيث أنث صغرى وكبرى، وكان حقه أن يقول: أصغر وأكبر بالتذكير. وأجيب عنه بأنه لم يقصد حقيقة المفاضلة فهو كقول العروضيين: فاصلة صغرى، وفاصلة كبرى) اهـ.
(¬2) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 723) وينظر خلاف البصريين والكوفيين أيضا في: شرح التسهيل للمرادي (194 / ب) والمساعد لابن عقيل (146 / ب).
(¬3) هذا البيت من المنسرح وقائله عبد الرحمن العتبي، يرثي علي بن سهل بن الصباح وكان له صديقا.
والشاهد في البيت قوله: «يا خير إخوانه»؛ حيث أضيف «أفعل» إلى معرفة، وجاز ذلك على مذهب الكوفيين لأنه عندهم على معنى: من إخوانه مع أنّ «أفعل» ليس جزءا مما أضيف إليه، وذلك ممتنع عند البصريين إذ اشترطوا في أفعل المضاف إلى معرفة أن يكون جزءا مما أضيف إليه.
ينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (4/ 723).

الصفحة 2681