كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
غيره على زنة المضارع، بكسر ما قبل الآخر، وزيادة ميم مضمومة، موضع حرف المضارعة، كـ: مكرم، ومعلّم، ومتعلّم، ومستخرج، ومدحرج، ومطمئن، ومحرنجم، قالوا: أنتن الشيء فهو منتن، على القياس، وقالوا - أيضا -: منتن؛ بإتباع الميم العين، ومنتن (¬1)؛ بإتباع العين الميم (¬2)، وإليهما أشرت بقولي: (وربما كسرت في (مفعل) أو ضمّت عينه، ومثل «منتن» قولهم في «المغيرة» (¬3):
«مغيرة» (¬4)، ثمّ قلت: وربّما ضمّت عين «منفعل» مرفوعا، فأشرت بذلك إلى قولهم: هو منحدر، بضمّ الدال، إتباعا للراء، حكاه أبو الفتح بن جنّي وغيره (¬5).
ثم قلت: وربّما استغنى عن «فاعل» بـ «مفعل» وعن «مفعل» بـ «مفعول» فيما له فعل ثلاثي، فأشرت بالأول إلى «حبّ» فهو محبّ، ولم يقولوا: حابّ، وأشرت بالثاني إلى قولهم: أحزنه الأمر، فهو محزون، فأغناهم عن محزن، وكذا: أحبّه، فهو محبوب، أغناهم عن محبّ، وندر قول عنترة:
2146 - ولقد نزلت فلا تظنّي غيره ... منّي بمنزلة المحبّ المكرم (¬6)
وأشرت بقولي: (فيما له فعل ثلاثي) إلى قول الشّاعر:
2147 - معي ردينيّ أقوام أذود به ... عن عرضهم وفريصي غير مرعود (¬7)
-
¬__________
(¬1) لمراجعة ما ورد في «منتن» ينظر: كتاب «ليس في كلام العرب» لابن خالويه (ص 13)، والمخصص لابن سيده (14/ 14)، والمساعد لابن عقيل (2/ 189) تحقيق د/ بركات.
(¬2) يعني: كسرت الميم. ينظر: التذييل والتكميل (4/ 776).
(¬3)،
(¬4) في الأصل: (المفسرة، مغرة) والصواب ما أثبته.
(¬5) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 777) ولمراجعة ما حكاه ابن جني ينظر: الخصائص (2/ 336) وفيه: (ومن حركات الإتباع قولهم: أنا أجؤك وأنبؤك وهو منحدر من الجبل، ومنتن ومغيرة) اهـ.
(¬6) هذا البيت من بحر الكامل، وعنترة شاعر جاهلي، تنظر ترجمته في الشعر والشعراء (1/ 256).
والشاهد في البيت قوله: «المحبّ» فإنه اسم مفعول، جاء على الأصل، من أحب، وأحببت، والكثير عند العرب هو محبوب حيث أغناهم عن محبّ.
وفي الدرر اللوامع (1/ 134): (قال الكسائي: محبوب من حببت، وكأنها لغة قد ماتت، أي تركت) اهـ.
ينظر الشاهد أيضا في: ديوان عنترة (ص 119)، والأغاني (8/ 129)، والخصائص (2/ 16)، ودرة الغواص (ص 13)، والتذييل والتكميل (4/ 777).
(¬7) هذا البيت من البسيط، وقائله الشماخ بن ضرار الذبياني، من قصيدة يهجو فيها الربيع بن علياء، والبيت في ديوان الشماخ (ص 119). -

الصفحة 2715