كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكقول الآخر:
2152 - إنّي حلفت برافعين أكفّهم ... بين الحطيم وبين حوضي زمزم (¬1)
وكقول الآخر:
2153 - وكم مالئ عينيه من شيء غيره ... إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمي (¬2)
ويروى: «ومن مالئ».
وكقول الآخر:
2154 - إنّ النّدى وأبا العبّاس فارتحلوا ... مثل الفرات إذا ما موجه زخرا
إن تبلغوه تكونوا مثل منتجع ... غيثا يمجّ ثراه الماء والزّهرا (¬3)
أو على نفي صريح كقول الشّاعر:
2155 - ما راع الخلّان ذمّة ناكث ... بل من وفى يجد الخليل خليلا (¬4)
-
¬__________
- ينظر الشاهد في: ديوان أبي الأسود الدؤلي (ص 199)، والمؤتلف للآمدي (ص 224)، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي (2/ 273).
(¬1) البيت من الكامل، وقائله: الفرزدق، قاله للأسود بن الهيثم النخعي أبي العريان، صاحب شرطة خالد بن عبد الله القسري، وقيل: إنه قالها يمدح بها قيس بن الهيثم، صاحب خراسان.
والشاهد فيه قوله: «برافعين أكفهم»؛ حيث أعمل اسم الفاعل «رافعين» فنصب «أكفهم» لكونه معتمدا على موصوف محذوف؛ إذ التقدير: حلفت برجال رافعين أكفهم، والمحذوف المدلول عليه كالمذكور.
ينظر الشاهد في: ديوان الفرزدق (2/ 204)، ومنهج السالك (ص 330)، والتذييل والتكميل (4/ 801)، وقطر الندى (ص 272).
(¬2) سبق تخريجه في باب «كم وكأين وكذا».
والشاهد فيه هنا قوله: «وكم مالئ عينيه»؛ حيث أعمل اسم الفاعل «مالئ» في «عينيه» لأنه نعت.
(¬3) البيتان من البسيط وهما للفرزدق، يمدح العباس بن الوليد بن عبد الملك، المكنى بأبي الحارث، ورواية الديوان: ويد العباس.
والشاهد فيه قوله: «منتجع غيثا»؛ حيث أعمل اسم الفاعل «منتجع» هنا، فنصب «غيثا» وساغ ذلك لأنه صفة لمحذوف مدلول عليه فهو كالمذكور.
ينظر الشاهد في: ديوان الفرزدق (1/ 341)، ومنهج السالك (ص 330)، والتذييل والتكميل (4/ 802).
(¬4) هذا البيت من الكامل، ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه قوله: «ما راع الخلان ذمة ناكث»؛ حيث أعمل اسم الفاعل، وهو قوله: «راع» في -

الصفحة 2720