كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكقول بعض العرب: إنّه لمنحار بوائكها (¬1).
وكقول الشاعر:
2169 - ثمّ زادوا أنّهم في قومهم ... غفر ذنبهم غير فجر (¬2)
وكقول الآخر:
2170 - شمّ مهاوين أبدان الجزور مخامي ... ص العشيّات لا خور ولا قزم (¬3)
فـ «غفر» جمع غفور، و «مهاوين» جمع «مهوان»، وكان أصله «مهينا» فبني على «مفعال»؛ لقصد المبالغة، واستصحب العمل له مفردا أو مجموعا، وكذلك فعول إذا جمع على فعل، كما قال:
... ... غفر ذنبهم ...
ولو كسّر «فعّال» لاستصحب أيضا عمله، إلّا أن العرب استغنت بتصحيحه عن تكسيره، لاستثقال فكّ التضعيف، وألحق سيبويه بالثلاثة «فعيلا» و «فعلا»، -
¬__________
(¬1) هذا القول في الكتاب لسيبويه (1/ 112)، والبوائك: جمع بائكة، وهي الناقة الحسنة السمينة، وينظر: الأشموني (2/ 297)، والشرح الكبير لابن عصفور (1/ 561).
(¬2) هذا البيت من الرمل لطرفة بن العبد الشاعر الجاهلي المشهور، والبيت في ديوانه (ص 55).
ومعنى البيت: يمدح طرفة قومه بأنهم تفوقوا على غيرهم في محاسن الصفات وزادوا عليهم بأنهم يغفرون ذنوبهم بالصفح وأنهم لا يفجرون أي: لا يكذبون أو لا يفخرون بما أسدوا من جميل.
والشاهد فيه قوله: «غفر ذنبهم» فـ «ذنبهم» مفعول «غفر»، وهي جمع «غفور» التي هي صيغة مبالغة على وزن فعول.
ينظر الشاهد في: الكتاب (1/ 113)، والجمل للزجاجي (ص 106)، والنوادر لأبي زيد (ص 157)، والأشموني (2/ 299)، والدرر (2/ 131).
(¬3) هذا البيت من الطويل وقائله الكميت بن زيد الأسدي، وهو في ديوانه (2/ 104) تحقيق د/ داود سلوم ط: بغداد (1969 م)، ونسبه ابن السيرافي في شرح الأبيات (1/ 147) لابن مقبل تميم بن أبي، ولم أجده في ديوان تميم، تحقيق د/ عزة حسن. دمشق (1381 هـ).
اللغة: شم: جمع «أشم» كناية عن العزة، والشمم: ارتفاع الأنوف، مهاوين: جمع مهوان وهو من مهين الجزور ينحرها للضيفان، وأبدان: جمع بدنة وهي الناقة، ويروى «أبداء الجزور» جمع بدء وهو أفضل الأعضاء، مخاميص العشيات: من يؤخر العشاء إيثارا للضيف فتضمر بطونهم، لا خور: ليسوا ضعافا في الشدة، ولا قزم: ليسوا أراذل.
والشاهد فيه: نصب «أبدان الجزور» بـ «مهاوين» جمع «مهوان» لأنه تكثير ومبالغة كمضراب.
ينظر الشاهد في: الكتاب (1/ 114)، وشواهد الأعلم (1/ 59)، والهمع (2/ 97)، والدرر (2/ 131).