كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الله تعالى: وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (¬1).
التاسع: مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف لفظا، نحو: مررت برجل حسن شامة خدّه، وقال الشاعر:
2222 - تراهنّ من بعد إسآدها ... وشدّ النّهار وتدآبها
طوال الأخادع خوص العيون ... خماصا مواضع أحقابها (¬2)
العاشر: مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف تقديرا نحو: مررت برجل حسن شامة الخدّ، أي: شامة خدّه، وقال الشاعر:
2223 - أأطعمت العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص (¬3)
أي: قميصه، وأنشد الشيخ (¬4) في شرحه:
2224 - خفيضة أعلى الصّوت ليست بسلفع ... ولا نمّة خرّاجة حين تظهر (¬5)
-
¬__________
(¬1) سورة البقرة: 283، وقد استشهد به على أنّ «قلبه» - بالنصب - على التشبيه بالمفعول به، و «آثم» صفة مشبهة مما جاء على صيغة فاعل، واختارها ابن هشام في المغني (ص 571) تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وفي معاني القرآن للفراء (1/ 188): (وأجاز قوم «قلبه» بالنصب) ثم قال: (فإن يكن حقّا فهو من جهة قولك: سفهت رأيك وأثمت قلبك) اهـ. وفي البحر المحيط (2/ 375) نسبها إلى ابن أبي عبلة.
(¬2) البيتان من المتقارب وقائلهما الأعشى ميمون بن قيس الشاعر المشهور من قصيدة يمدح بها رهط عبد المدان من بني الحارث بن كعب، كما في ديوانه (ص 23) ط. دار صادر بيروت.
اللغة: إسآدها: سيرها الليل كله، الأخادع: جمع أخدع، وهو عرق في العنق، خوص العيون: ضيقها وصغرها لتحديق النظر، أحقابها: أراد موضع أحزمتها.
والشاهد في قوله: «مواضع أحقابها» فالمعمول هنا مضاف إلى المضاف إلى ضمير الموصوف لفظا.
وينظر الشاهد في: ديوان الأعشى (ص 23)، والتذييل والتكميل (4/ 883).
(¬3) البيت من الوافر من قصيدة للفرزدق يهجو بها عمر بن هبيرة الوالي على العراق من قبل يزيد بن عبد الملك.
اللغة: أحذ: مقطوع يد القميص، والمعنى: أنه قصير اليدين عن نيل المعالي؛ لأنه قصير الكمّين، وقيل:
كناية عن السرقة.
والشاهد هنا: «أحذ يد القميص» إذ هو موافق: مررت برجل حسن شامة الخد، أي: شامة خدّه، وقد وضح بقوله: أي قميصه.
ينظر الشاهد في: ديوان الفرزدق (1/ 389)، والشعر والشعراء (1/ 194)، (2/ 87)، واللسان «رفد»، والدرر (1/ 25).
(¬4) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 877).
(¬5) البيت من الطويل، وقائله أبو قيس صفي بن الأسلت الأوسي شاعر جاهلي. -

الصفحة 2784