كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كـ «شرّاب»، وفعّال؛ كـ «حسّان» في الكثير الحسن، وفعيل؛ كـ «فسيق»، ومفعول؛ كـ: «مضروب» فيقال: مررت برجال شرّاب غلمانهم وفسيق عبدهم، وقد كان المصنف غير محتاج إلى هذا الاحتراز؛ لأنّ ما لا يمكن كسره لا يكسر، قال الله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ (¬1)، وقرئ خاشعا (¬2)، و «خشّع» أكثر كلام العرب.
ونقل الشيخ كلاما كثيرا عن النحاة في هذا الموضع، ثمّ قال: وتلخص أنّ في الصفة - إذا كانت مما تجمع بالجمعين وكان المعمول جمعا - ثلاثة مذاهب (¬3):
أحدها: أنّ التكسير أولى من الإفراد وهو نصّ سيبويه في بعض نسخ كتابه (¬4) ومذهب المبرد (¬5).
والثاني: العكس وهو مذهب الجمهور واختيار الأستاذ أبي عليّ (¬6) وشيخنا أبي الحسن الأبّذي (¬7).
والثالث: أنّ الصفة إن كانت تابعة لجمع كان التكسير أولى من الإفراد، وإن كانت تابعة لمفرد أو مثنى كان الإفراد أحسن من التكسير (¬8). انتهى. -
¬__________
(¬1) سورة القمر: 7.
(¬2) في كتاب السبعة (ص 617، 618): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر خشعا أي بجمع التكسير، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي «خاشعا» بألف). انتهى.
وفي تحبير التيسير (ص 182): (أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف «خاشعا» بفتح الخاء وألف بعدها، وكسر الشين مخففة ونصب على الحال) انتهى. وينظر النشر (3/ 3190) لابن الجزري أيضا.
(¬3) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 897 - 899).
(¬4) قال سيبويه في الكتاب (2/ 43) ما نصه: (واعلم أن ما كان يجمع بغير الواو والنون نحو: حسن وحسان؛ فإن الأجود فيه أن تقول: «مررت برجل حسان قومه» وما كان يجمع بالواو والنون نحو:
منطلق ومنطلقين؛ فإن الأجود فيه أن يجعل بمنزلة الفعل المقدم فتقول: «مررت برجل منطلق قومه»).
اهـ (وينظر: التذييل (4/ 898).
(¬5) يراجع مذهب المبرد في التذييل (4/ 898، 899) أيضا.
(¬6) في التوطئة للشلوبين (ص 267): (وكان التكسير أجود من الإفراد إن أمكن، نحو: مررت برجال حسان آباؤهم، هذا قول بعضهم والصواب أن الإفراد أحسن من التكسير، وإنما قال: «إن أمكن»؛ لأن من الصفات ما لا يكسر نحو: مررت بفرس معلم فارسه) اهـ.
(¬7) أشير إلى مذهب الأبذي في ارتشاف الضرب (3/ 205) تحقيق د/ مصطفى النماس (2/ 368)، والتذييل والتكميل (4/ 899).
(¬8) ينظر: التذييل والتكميل (4/ 899).