كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الرابعة:
أنه قد يؤول الجامد بمشتقّ، فيعامل معاملة الصفة المشبهة، فيقال: وردنا منهلا عسلا ماؤه، أو عسل الماء، ونزلنا بقوم أسد أنصارهم، وأسد الأنصار، ومررنا بحيّ أقمار نساؤهم، وأقمار النساء، على تأويل «عسل» بـ «حلو»، و «أسد» بـ «شجعان»، و «أقمار» بـ «حسان» (¬1) ومنه قول الشاعر:
2269 - فراشة الحلم فرعون العذاب ... وإن تطلب نداه فكلب دونه كلب (¬2)
فعامل «فراشة» و «فرعون» معاملة «طائش» و «مهلك» ومثله قول الآخر:
2270 - فلولا الله والمهر المفدّى ... لأبت وأنت غربال الإهاب (¬3)
فعامل «غربال» معاملة «مثقب».
قال المصنف: وأكثر ما يجيء هذا الاستعمال في أسماء النسب، كقولك:
مررت برجل هاشميّ أبوه، تميمة أمّه، وإن أضفت قلت: هاشميّ الأب، تميميّ -
¬__________
(¬1) ينظر: شرح المصنف (3/ 105)، والتذييل والتكميل (4/ 913).
(¬2) البيت من البسيط، وقائله الضحاك بن سعيد، أو سعيد بن العاص، أو رجل من ولده، كما في معجم الشواهد (ص 45).
اللغة: فراشة الحلم: بمعنى طائش، فرعون: بمعنى مهلك، أو أليم العذاب، كلب - بكسر اللام -: داء يصيب الكلب، يشبه الجنون، فإذا عض هذا الكلب إنسانا صار مثله.
والشاهد في البيت: تضمن الجامد فيه وهو «فراشة» معنى طائش، و «فرعون» معنى «مهلك» أي تأويلهما بمشتق، وإعطاؤهما حكم الصفة المشبهة فأضيفا إلى المعمول.
ينظر الشاهد في: الأشموني (3/ 16)، وشرح التصريح (2/ 72)، والهمع (2/ 101)، والدرر (2/ 136).
(¬3) البيت من الوافر، ونسب لعفيرة بن طرافة الكليبية، كما في الوحشيات (ص 8) كما نسب لمنذر ابن حسان في المقاصد النحوية للعيني (3/ 140)، ونسب في معجم الشواهد العربية (ص 63) لحسان بن ثابت، وليس في ديوانه.
اللغة: المهر المفدى: القوي الجري، غربال: الآلة المعروفة، والمراد: مثقب الجلد من وقع الأسنة.
والشاهد في البيت قوله: «غربال الإهاب» فإنّ «غربال» جامد مضمن معنى المشتق، تأويله: مثقب الجلد، أو مخرق، فأجري الصفة المشبهة، وأضاف «غربال» إلى معموله، الذي هو فاعل في المعنى.
وفي الأشموني (3/ 16): (ولو رفع بها أو نصب جاز، والله أعلم) اه.
ينظر الشاهد في: الخصائص (2/ 221)، والأشباه والنظائر (1/ 307)، والهمع (2/ 101)، والدرر (2/ 136).

الصفحة 2819