كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

[لعلّ، ومتى .. هل يجر بهما]
قال ابن مالك: (ويجرّ بـ «لعلّ»، و «علّ» في لغة عقيل، وب «متى» في لغة هذيل).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لأن الضمير المخفوض لا يكون إلا متصلا، ولا يتصل الضمير إلا بعامله، و «لولا» عنده ليست بعامله، وإنما الضمير عنده مرفوع بالابتداء والابتداء عامل معنوي (¬1).
وقال ابن عصفور: والذي ذهب إليه الأخفش فاسد؛ لأن وقوع الضمير المتصل موقع المنفصل لا يجوز إلا في ضرورة شعر كقوله:
2689 - [وما نبالي إذا ما كنت جارتنا] ... ألّا يجاورنا إلّاك ديّار (¬2)
يريد: إلا إياك .. فإذا كان وضع المتصل موضع المنفصل قبيحا مع أنهما من قبيل واحد أي: منصوبان؛ فبالأحرى إذا كانا من بابين مختلفين بأن يكون المتصل ضمير خفض، والمنفصل الذي وقع موقع ضمير رفع (¬3).
قال ناظر الجيش: قال المصنف: روى أبو زيد عن بني عقيل الجرّ بـ «لعل» (¬4)، وحكى الجر بها أيضا الفراء وغيره (¬5)، وروى في لامها الأخيرة الفتح، والكسر، وأنشد باللغتين قول الشاعر:
2690 - لعلّ الله يمكنني عليها ... جهارا من زهير أو أسيد (¬6)
وروى الفرّاء (¬7) أيضا الجرّ بـ «لعلّ»، وأنشد:
2691 - علّ صروف الدّهر أو دولاتها ... يدلننا اللّمّة من لمّاتها
فتستريح النّفس من زفراتها (¬8)
-
¬__________
(¬1) التذييل (4/ 43، 44).
(¬2) عجز بيت من البسيط ذكرنا صدره، وانظر: الأشموني (1/ 109)، والتصريح (1/ 98، 192)، والخصائص (1/ 307)، (2/ 195)، وشرح المفصل (3/ 101)، والمغني (ص 441).
(¬3) شرح الجمل (1/ 330).
(¬4)،
(¬5) ينظر: الارتشاف (2/ 469)، والتذييل (7/ 103)، ومعاني الفراء (3/ 9، 235)، والهمع (2/ 33).
(¬6) من الوافر، وهو في التصريح (2/ 3).
(¬7) في المعاني له (3/ 9، 235) والهامش قبل السابق.
(¬8) ينظر: شرح شواهد المغني (1/ 454)، ومعاني الفراء (3/ 9، 235).

الصفحة 3053